جيل الرؤية… حكاية الإنسان السعودي

في كل محفل دولي، وفي كل قائمة إنجاز تُعلن، يبرز اسم سعودي جديد. وهذا ليس صدفة، ولا ضربة حظ، بل ثمرة مسار طويل من الرؤية والتخطيط، ومن الإيمان بأن أبناء هذا الوطن قادرون على أن يكونوا في المقدمة لا التابعين.
فاليوم، لم يعد حضور الشباب السعودي في مجالات العلوم والتقنية والفنون والابتكار حضورًا رمزيًا، بل ريادة حقيقية. فأصبحنا نرى أسماءهم على منصات الجوائز، ونقرأ عن ابتكاراتهم في كبريات الجامعات والمراكز البحثية، ونسمع قصصهم التي تُروى لا كاستثناء، بل كقاعدة جديدة.
فهم جيلٌ لم ينتظر أن تُفتح له الأبواب، بل صنع مفاتيحه بيده، وكتب اسمه حيث يليق به. وهذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل من رؤية قيادية آمنت بالإنسان قبل البنيان.
فبفضل اهتمام سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودعم سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عرّاب الرؤية، تحوّل التعليم في المملكة من مرحلة التلقين إلى فضاء الابتكار. وتبدّلت النظرة من ماذا نحفظ؟ إلى ماذا نُبدع؟، ومن كيف نتبع؟ إلى كيف نقود؟.
تلك كانت النقلة التي صنعت الفارق، لأن الاستثمار في الإنسان كان ولا يزال هو الركيزة الأولى. فبرامج الابتعاث، ومراكز الأبحاث، والمبادرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة المتجددة كلّها فتحت آفاقًا لأجيالٍ لم تعرف المستحيل.
واليوم، أبناء وبنات المملكة لا يشاركون فقط في المستقبل، بل يصنعونه… ينافسون بثقة، ويبتكرون بشغف، ويبرهنون أن العقول السعودية قادرة على أن تكون في الصفوف الأولى حيثما وُجد التحدي.
وما يميز هذا الجيل أنه لم ينسَ جذوره وهو يصعد إلى القمة. فمع كل إنجاز، تبقى الروح نفسها… روح الانتماء، والإصرار، والإيمان بأن النجاح لا يكتمل إلا إذا رفع معه اسم الوطن.
وتلك هي الروح التي زرعها القائد، وغرسها ولي العهد حفظهم الله، فصارت نبضًا في عروق الشباب، تدفعهم لأن يكونوا الأفضل، لا لأنفسهم فقط، بل لوطنهم الذي منحهم كل شيء.
وهكذا، حين نرى اليوم أبناء السعودية يحصدون الجوائز، ويقفون على منصات التكريم في كل مكان، ندرك أن هذه ليست مجرد قصص نجاح فردية، بل فصول من رواية وطنٍ يعرف أن مستقبله يبدأ من أبنائه.
وأن الرؤية التي حملت الحلم أصبحت واقعًا يُكتب كل يوم، بأسماء سعودية، وبأيدي لا تعرف التوقف.
الكاتب / طارق محمود نواب
الأثنين 27 أكتوبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )
