وظائف شاغرة

سابقا كان اللص يسرق أموال الناس بالسطو على المنازل أو المحلات التجارية وأخذ ما فيها محاولا عدم ترك أثر يدل عليه ، وبالتأكيد فإن الاختلاف الزمني والتطور التقني الذي نعيشه حاليا جعل اللص في هذا الزمن يطور من قدراته ومن أساليبه كي يساير هذا التطور ويستطيع الاستمرار في سرقاته مستغلا ثغرات الأنظمة المالية في عمليات السطو التي يقوم بارتكابها بشكل شبه يومي .
الكثير منا لديه تطبيق واتساب وأيضا حساب على مواقع التواصل الاجتماعية ولاشك أن معظم كثيرنا إن لم نكن كلنا قد وصلتنا رسائل من حسابات مجهولة تعرض علينا وظائف مضمونة تتميز بأنها عن بعد ولاتحتاج إلى حضور ومتوفرة للجميع من الرجال والنساء بل وحتى الطلاب وبراتب يبلغ 4 آلاف ريال يتم البدء بصرفه بعد اكتمال التسجيل عن طريق (ابوعبدالله للخدمات وغيره من الأسماء والأرقام المجهولة) الذي يضمن التسجيل وكأنه يملك الوظائف أينما كانت ، بل وزيادة على ذلك فهو يقدم عروضا أخرى في مجال التمويل النقدي مهما كان الراتب ومهما كانت الإلتزامات والمتعثرات ، فالمطلوب من المتقدم الإسم الثلاثي ورقم الهوية الوطنية وحساب الآيبان البنكي فقط ، ليتم بعد دقائق فقط الدخول في متاهات ومعاناة ومشاكل تستمر لسنوات ، ويافرحة ماتمت .
إن انتشار مثل تلك الرسائل الإحتيالية يجعلنا نطالب الجهات المعنية باتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة ضد من يستغل حاجة الناس وقلة معرفتهم بالأنظمة أو قلة خبرتهم التقنية في التكسب على حسابهم ، خاصة وأن نشاط هؤلاء المحتالين يستخدم أرقام جوالات وحسابات مصرفية سعودية وهذا مايسهل أمر تتبعهم والقبض عليهم حتى وإن كانوا خارج المملكة ، وهذا هو الأقرب والأغلب من خلال كتابتهم باللغة العربية الرديئة ولهجتهم الصوتية الواضحة .
وقد يحمل البعض جزءا من المسؤولية على الشخص الذي يتجاوب مع تلك الرسائل وهذا أمر لا نختلف عليه إلا أننا نتفق أن هناك فئة من الناس لازالت غير قادرة على التعامل مع التقنية وأنها تضعف أمام تلك الرسائل التي تدغدغ العواطف وتفتح باب أمل زائف في وظيفة أو قرض يساعد على مواجهة الحياة ، وهذه الفئة – كما غيرها من فئات المجتمع – يجب أن يكون لها حق في الحماية من أولئك المحتالين ، لأن الموضوع أصبح يشكل هاجسا أمنيا واقتصاديا وتقنيا .
الخاتمة:
الإحتيال الإلكتروني أشد خطرا من السرقة التقليدية.
بقلم / خالد النويس
الأربعاء 16 يوليو 2025م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )