توقف إجباري

عندما ينزل مؤشر الوقود في السيارة فهو دليل على حاجتها للتزود بالوقود حتى تستطيع مواصلة السير وهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى سابق معرفة ، وكذلك الكاتب الذي يكتب بشكل متواصل سواء كان يوميا أو أسبوعيا أو دوريا ، فهو يحتاج إلى إراحة الفكر وإعادة النظر وتجديد المعلومات من خلال متابعة تفاعل الجهات أو الأفراد مع ما طرحه سابقا حول المواضيع المختلفة ومدى تأثيرها وقدرتها على إحداث التغيير المتوقع ومراجعة أسلوب الطرح ومعرفة الطرق الأفضل للوصول إلى الغاية المنشودة .
إن التوقف الإجباري لفترة مؤقتة في الأعمال الحياتية هو أمر ضروري وصحي ويعود بالفائدة على الشخص نفسه ، فالعقل والصحة والقدرة البدنية لهم طاقة محددة وتحتاج إلى تجديد وتنشيط وإراحة من الروتين المعتاد ، وهذا أمر ملاحظ في كل المهن سواء كانت رسمية أو شخصية ، ففي الرياضة على سبيل المثال توجد أوقات مجدولة توضع للراحة كي يستفيد الرياضي من تجديد لياقته ووضع الخطط المثلى وتلافي السلبيات ، وعلى هذا المثال نقيس الطبيب والمعلم والمهندس وصاحب العمل الحر ، بل وحتى عامل النظافة الذي قد لا يعيره البعض اهتماما هو الآخر بحاجة إلى توقف يعيد له نشاطه وحيويته لمواصلة جهده وعمله اليومي .
وعندما ننظر إلى أبرز الشخصيات الناجحة على مر التاريخ نجد أن لها فترات راحة بحسب طبيعة عملها وجهدها سواء كانت راحة أثناء اليوم أو بعد انتهاء موسم العمل المحدد ، ولذلك وضع نظام للإجازات في كل الوظائف حول العالم وتم تحديدها حسب نوع الوظيفة وطبيعتها ومقدار المدة الكافية التي يحتاجها الموظف ، فمن حق النفس أن تتوقف وترتاح وتراجع حساباتها لكي تعود بشكل أفضل مما كانت عليه وتستمر في أدائها بشكل إيجابي وعلى نحو مرض يعود عليها وعلى مجتمعها بالنفع والفائدة المرجوة .
الخاتمة :
لنفسك عليك حقا.
بقلم / خالد النويس
الخميس 06 نوفمبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )
