المقالات

حسن الظن بالآخرين

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

تمر على الكثير منا ظروف حياتية متنوعة بين المادية والمعنوية، ومعها نحتاج إلى من يقف معنا ويساعدنا على تجاوزها أو التخفيف من وطأتها، وهذا أمر فطري لدى جميع البشر باختلاف جنسهم ودينهم وعمرهم، ومما لا شك فيه أننا سنبحث عن الشخص الذي نرتاح له وتطمئن له النفس وتشعر بأنه الملاذ الآمن بعد استنفاد الحلول الغير مجدية التي تسبق هذه الخطوة.

 

وقد يشعر البعض بحالة من التذمر أو الضيق عندما يقصده أحد ما في مثل هذه الأمور ، ولم يعلم بأن الله قد سخره وجعله موضع ثقة واطمئنان لغيره وملجأ يستند إليه من جور الدنيا وفجاءة تقلبها ، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (وتعاونوا على البر والتقوى) ولاشك أن التخفيف عن الأخرين  من أنواع البر الكثيرة والتي حثنا ديننا على تطبيقها ، ويقول محمد بن عبدالله عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم :(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ..) ، وهذه أمور معروفة ومطبقة بيننا كمسلمين إلى هذا اليوم ولله الحمد ، وعندما نكون في دور الشخص المقصود للحل أو المسؤول فسنعرف حجم الثقل والحرج والهم النفسي الذي يحمله في داخله رغبة منه في مساعدة الآخرين والتخفيف من مشاكلهم وعدم خذلانه إياهم فيما أتوا له من أجله ، لذا يكون البعض محرجا أمام من يطلب منه المساعدة وهو عاجز عن تقديمها ، فيتعذر بأعذار مختلفة رغبة في عدم إيذاء مشاعر الشخص الطالب للمساعدة وإبقاء باب الأمل مفتوحا – أو كما يقال : جبر خواطر – وعدم الظهور أمامه بمظهر الغير مستطيع ، رغم أنه لا يملك القدرة على تقديم الدعم المادي ولا المعنوي وإنما هي محاولات في البحث والسؤال لحفظ الصورة الطيبة في أذهان الآخرين .

 

إن حسن الظن بالآخرين أمر مطلوب في الشريعة الإسلامية، وينبغي علينا معرفة حال الآخرين قبل التقدم بالطلب منهم، فقد نضعهم في مأزق ونحملهم أمورا لا طاقة لهم بها سوى أنهم أحبوا مساعدتنا وأن يكونوا على قدر الثقة التي أوليناهم إياها، فكما لنا ظروف لا نستطيع تحملها فإن للآخرين ظروف تخفى علينا حتى وإن كان الظاهر أمامنا خلاف ما نعرف .

 

الخاتمة:

 

ذبحة الرجال هي طلبة كفو

لا نصاه بحاجة ماهي بيده

 

بقلم / خالد النويس

الجمعة 07 فبرابر  2025 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى