دع الخلق للخالق

من الطبيعي أن نجد في الشوارع والأماكن العامة بعض السلوكيات السلبية التي تصل أحيانا إلى مخالفة الأنظمة وتجاوزها، بل قد يصل الحال بالمخالفين إلى اللامبالاة والتعمد في المخالفة أمام الجميع، ضاربين عرض الحائط بالتوجيهات والتحذيرات وغير مكترثين بالعقوبات الصارمة، ولعل التراخي والتباطؤ في تطبيق النظام وإيقاع العقوبة من قبل الجهة المختصة هو ما جعل الاستهتار والتمادي في الفعل يزداد يوما بعد يوم ويعكس صورة سلبية.
وبما أن كثيرا من الجهات الرقابية والخدمية قد وضعت وسائل تواصل معها في حال وجدت تلك المخالفات فإن هناك من يتبع مقولة ( دع الخلق للخالق ) حين يراك تهم بالإبلاغ عما رأيته ، وهو لا يعلم أنه بتلك المقولة يساهم في التثبيط من العزم ويساعد في التراخي عن الإبلاغ ويكون عونا في انتشار تلك المخالفات التي تستوجب ردعا وتطبيقا حازما للحفاظ على المكتسبات العامة وتحقيق الأمن والتطلعات لمجتمع حضاري متقدم يواكب أهداف الرؤية المنشودة ، خاصة وأننا مقبلون في المملكة على استضافة أحداث عالمية جذبت إلينا الأنظار قبل أن تحل ضيوفا بيننا الأجساد .
إن إسقاط مقولة ( دع الخلق للخالق ) على ما يجري من مخالفات سلوكية في المجتمع وفي الأماكن العامة هو إسقاط في غير موضعه البتة ، فالإبلاغ عن المتسولين ومخالفي الإقامة وبائعي البضائع المجهولة وقاطعي الإشارات وناشري الفساد وغيرها من المخالفات هو واجب ديني ووطني وأخلاقي ، ولهذا وضعت وسائل تواصل في كل جهة خدمية ورقابية ليكون المواطن مساعدا ومشاركا وحاميا لأمن هذا البلد من كل ظاهرة سلبية يستصغرها البعض أو يتهاون بها ، لتصبح مع مرور الوقت مشكلة متفاقمة ويكون علاجها مكلفا ويصعب حصره واستئصال شأفته ما لم نكن يدا واحدة ونتعاون فيما بيننا بالمساهمة في الإبلاغ عن كل ما نراه مخالفا للأنظمة والقوانين ، وألا نركن إلى مقولة المثبطين ( دع الخلق للخالق ) فلولاهم لرأينا نسبة المخالفات العامة تقل يوما بعد يوم .
الخاتمة:
الالتزام بالنظام من طاعة الخلق للخالق.
بقلم / خالد النويس
الخميس 13 فبرابر 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )