محليات
هيئة السياحة والتراث الوطني تجربة متقدمة في العمل الإداري

صراحة – الرياض : حققت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نجاحا لافتا في مجال العمل الإداري مما حدا بعدد من الجهات الحكومية إلى طلب الاستفادة من التجربة الإدارية المتطورة للهيئة.
وتوالت في الفترة الأخيرة الإشادات من عدد من كبار المسئولين والجهات الحكومية والخاصة في المملكة بالتجربة الإدارية المتطورة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتميز بيئتها العملية.
وتأتي هذه الإشادات بالتزامن مع مرور 15 عاما على تأسيس الهيئة، وامتدادا للإنجازات والجوائز التي حققتها الهيئة في مجال العمل الإداري المتطور.
فقد أوضح معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن في خطاب وجهه مؤخرا لسمو رئيس هيئة السياحة رغبة هيئة مكافحة الفساد في الاستفادة من التجربة المميزة لهيئة السياحة في المجال الإداري، مشيرا إلى أن هيئة مكافحة الفساد وجدت في الأنظمة وبيئة العمل المطبقة في هيئة السياحة والتراث الوطني ومنهجها الاداري نموذجاً عالمياً رائدا يحتذى، كما وجدت في شفافية أنظمتها وإجراءاتها المحاسبية نموذجاً وطنياً رائداً في سن الأنظمة واللوائح وتطبيقها.
وكان وزير الخدمة المدنية معالي الأستاذ خالد بن عبدالله العرج قد أشاد في تصريح صحفي سابق له عقب زيارته للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بما تقوم به الهيئة من برامج متطورة في خدمة السياحة الوطنية، وبما رآه من عرض يعكس المستوى المتطور لبيئة العمل في الهيئة.
وقال: “في الحقيقة أنني مندهش بما رأيته في زيارتي للهيئة العامة للسياحة والآثار، والهيئة وصلت الى مستوى يضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وفي الحقيقة أننا كنا نبحث عن النموذج الإداري المتطور في دول متقدمة إقليمية ودولية واكتشفت أن لدينا هذا النموذج الإداري المتقدم الذي يحتذى به والمتمثل في هيئة السياحة”.
وأشار الى حرص الوزارة إلى الاستفادة من تجربة الهيئة المميزة في المجال الإداري، واستنساخها في الأجهزة الحكومية التي نهتم بالارتقاء بمستويات أداء الكوادر البشرية فيها، وأضاف: “نحن نتطلع الى تنمية العلاقة بين الهيئة والوزارة إلى مستويات أفضل، وسنستفيد من تجربة وخبرة الهيئة فيما يتعلق بالأنظمة الإدارية والموارد البشرية والتعاملات الالكترونية “.
من جانبه وصف معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة في كلمته في اللقاء السنوي الأخير للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس وموظفي الهيئة بفريق التميز والإبداع، وهو وصف لا يستغرب لفريق يعمل تحت قيادة الأمير سلطان بن سلمان.
وأضاف: “استطاعت هيئة السياحة أن تكتسب سمعة مميزة بتطورها الكبير في مجال بيئة العمل والمشاريع المدروسة، وتطور الأداء الوظيفي لمنسوبيها الذين أصبحوا مطلبا للجهات الأخرى، والهيئة كانت تقوم بعمل متميز في مجال التنمية السياحية وتأهيل التراث الوطني، وهيئة السياحة نجحت في إيجاد التشريعات المنظمة للقطاع، وهي الآن تؤسس لمنظومة أعمال ومشاريع اقتصادية بمواصفات عالمية.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في حديث صحفي سابق بأن قيادة الدولة عند تأسيس الهيئة وجهته لبناء مؤسسة إدارية حديثة لتكون نموذجا إداريا يطابق إن لم يتفوق على المؤسسات الناجحة عالميا، ويحاكي أسلوب عمل القطاع الخاص بهدف تقديم نموذج حكومي متطور، مشيرا إلى أن الهيئة حرصت منذ بداياتها على الاستفادة من التجارب الرائدة سواء المحلية منها مثل أرامكو، أو التجارب العالمية المميزة في المجال الإداري.
وأبان سموه أن الهيئة تعد اول هيئة حكومية اعتمدت لوائحها المالية والإدارية وكادرها الوظيفي من وزارة الخدمة المدنية والجهات الحكومية ذات العلاقة، وقد اعتمدت الدولة نظام الهيئة الذي صار نظاما استفادت منه بقية الهيئات.
ونوه إلى إن الهيئة التزمت منذ الأيام الأولى لتأسيسها بالعمل على تحقيق التميز المؤسسي من خلال إيجاد بيئة عمل حكومية تلتزم بلوائح وأنظمة الدولة، وتعمل في الوقت ذاته بأسلوب عصري يطمح إلى تحقيق نجاح لا يقل عما هو متبع في افضل المؤسسات الرائدة سواء في القطاع الحكومي او في مؤسسات القطاع الخاص الناجحة، وطبقت تجارب إدارية مميزه توجت بالعديد من الجوائز، إضافة إلى تميزها في بيئة العمل الالكترونية وتطبيق أنظمة إدارة المشاريع، حيث كانت المؤسسة الحكومية الأولى التي تؤسس مكتبا لإدارة المشاريع يتولى الاشراف على الأداء ومتابعته بدقة ومعايير عالمية.
كما حرصت الهيئة على تطبيق أعلى درجات النزاهة والشفافية في جميع تعاملاتها، وأقرت لأجل ذلك عددا من الإجراءات والالتزامات التي تكفل عدم تعارض المصالح ولا فتح المجال لأي فساد، وطورت معايير تساوي الفرص في المنافسات الحكومية، وطورت تطبيقات مفتوحة للمشتريات الحكومية على موقع الهيئة الالكتروني.
وأضاف بأن الهيئة اهتمت بتدريب وتأهيل كوادرها البشرية واعتبرت ذلك استثمارا للدول في رأس المال البشري، وأطلقت على جميع منسوبيها مسمى (مسئول) لإشعاره بمسئوليته العملية ومشاركته فيها ولمنع الإحساس بالطبقية في المسئوليات، كما ركزت الهيئة على بناء ثقافة مؤسسية، وربط الحوافز بالأداء الوظيفي.
وأضاف: “سعينا لتغيير نظرة الموظف الحكومي للعمل وانتمائه إليه، وترسيخ ذلك لأننا مؤمنون بأنه من المفترض ان يكون من يعمل في الحكومة نموذجا في الأداء والالتزام وان يستشعر الميزة والفخر بأنه موظف في حكومة المملكة العربية السعودية”
وأشار إلى أن هيئة السياحة انطلقت مبكرا في بناء المنهج الإداري المنظم للقطاع الحكومي النموذجي والمثالي، المبني على التجارب والدراسات والأبحاث العميقة في هذا المجال، حتى أصبحت اليوم واحدة من أقوى نماذج المؤسسات الحكومية التي تعمل بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لما يحقق الأهداف الملموسة.
يذكر الى أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حصلت على كثير من الجوائز المحلية والدولية كأفضل بيئة عمل نموذجية.
ويأتي فوز الهيئة بالمركز الأول وحصولها على جائزة أفضل بيئة عمل في إطار المنهج الساعي إلى إيجاد بيئة عمل متطورة محكومة بالضوابط ذاتها التي تعمل من خلالها المؤسسات الحكومية، ولكن بأسلوب جديد يتوافق مع تطلعات القيادة للتميز ويواكب مستجدات العصر، وحاجة قطاعات الدولة للتطوير العميق في أدائها ليواكب النمو الكبير في الاقتصاد الوطني والتنمية المتسارعة في البلاد.
وتعد الهيئة من الجهات المميزة في مجال بيئة العمل سواء من حيث توفير المكان الملائم للعمل أو تطوير قدرات الموظف ليتمكن من التكيف مع وسائل التقنية الحديثة في العمل، حيث وضعت الهيئة ثماني قيم مهنية لتمكين الهيئة لتحقيق التميز الذي تم رسم معالمه منذ اليوم الأول من تأسيسها ، وهذه القيم هي: المسؤولية، والشفافية، والعدالة، والإتقان، والشراكة، والمبادرة، والتعلم، والاستمتاع.
وتعتمد الهيئة في سياساتها على الإستثمار في الموارد البشرية وصقل مهاراتهم فالتدريب يحظى بعناية خاصة في الهيئة، حيث تحرص الهيئة على أن يتم تدريب منسوبيها وبحد أدنى دورة تدريبية واحده كل سنة لكل موظف، كما تحرص الهيئة على اشراك موظفيها في مختلف التجارب الاستطلاعية سواء داخل المملكة او خارجها بغرض الاطلاع عن كثب على مختلف التجارب في المجال السياحي والايواء والاستثمار.
كما تولي الهيئة الجانب الاجتماعي أهمية خاصة لما له من دور في تخفيف ضغوط العمل وزيادة التقارب بين منسوبيها، وقد تم تشكيل لجنة للتواصل الإجتماعي وهي لجنة تطوعية تتولى تنظيم الأنشطة الإجتماعية في الهيئة من خلال ترتيب رحلات داخليه لمختلف المنشأت الحكومية وترتيب المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.