رئاسة شؤون الحرمين تستقبل ضيوف الملتقى الرابع والعشرين لدعاة أفريقيا

صراحة – محمد المحسن : زار مقرّ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم ضيوف الملتقى الرابع والعشرين بعنوان: (التواصل بالتقنية وأثارها) الذي شارك فيه عدد من دعاة وعلماء من مختلف دول قارة أفريقيا للمشاركة في الملتقى.
و بدئ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا كلمة أوضح فيها أن الدعاة والعلماء المشاركين في الملتقى يمثلون أكثر المناطق بأفريقيا ولهم الباع الطويل في الدعوة إلى الله عز وجل في بلدانهم , مبيناً سموه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين مهتمة بالدعوة إلى الله في أقطار الأرض كافة وخصوصاً في أفريقيا.
من جهته ألقى معالي الرئيس العام الشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، كلمة بيَّن فيها دور الرئاسة التوجيهي والإرشادي والخدمي الذي تقدمه في الحرمين الشريفين ولقاصديهما بما يحقق توجيهات ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ في تقديم أرقى الخدمات بالمسجد الحرام والمسجد النبوي وقاصديهما.
وقال معاليه : إننا في عصر الثَّوْرَاتِ التِّقَانِيّة الهائلة، التي أسْفرت عن وسائل الاتصال السريعة المُتطوِّرة، فَخوَّلَتِ الإنسان أنْ يَتَواصل مع من شاء في أيِّ لحظةٍ شاء، وعَمَّ بين الخَلِيقة انتشارُها، وجَلَّتْ مَنَافِعُها وآثارُها، وكذَا أضرارها وأخْطارها،
وأضاف معاليه : إن وسائل التواصل الاجتماعي قد أحدثت نوعًا من التقارب بين البشر في فضاء الكتروني افتراضي، قرَّب المسافات، وألغى الحدود وزاوَج بين الثقافات، ، وقد تعدَّدت هذه الشبكات واستأثرت بجمهور واسع من المتلقين، لِما اتسمت به من سرعةٍ في إيصال الأخبار والأحداث، والرسائل النصية، ومقاطع الفيديو، وأهمُّ هذه الوسائل هي: ( الفيس بوك، تويتر، واليوتيوب، الايميلات، المدوّنات) مشيراً معاليه إلى ضرورة تطويع هذه الوسائل في خدمة الإسلام والمسلمين والدعوة إلى الله.
وأردف معالي الرئيس العام يقول : إن المتأمِّل في واقع الدعوة يجد أن هناك ظروفًا تغيرت وأحوالاً تبدلت ووسائل استجدت, ولابد من أخذ زمام المبادرة لشغلها بالحق بدلاً من أن تشغل بالباطل، ماذا جنى المسلمون لما قصَّروا في المبادرات العملية في شغل هذه الوسائل الحديثة , لقد ابتدرها أهل الأهواء والشهوات فضلُّوا وأضلُّوا.
وأكد أن على الأمة الإسلامية ألا تقف موقف المتفرج، إنما يجب عليها الدخول إلى حلبة السباق لتنافس في هذا المضمار, وأن تأخذ بزمام المبادرة في نشر الحق الذي معها, فالخطر في تزايد, والشرور في تكاثر, والسنن لا تتغير, والمستجدات لا تتمهل, والثقافات الوافدة والمناهج المستوردة تهدد الأمة في عقيدتها وقيمها ويزاد الأمر خطورة حين يتراجع أهل الحق عن الميدان فيشغله أولياء الشيطان.
وشدَّدَ معاليه على المشاركة في الدعوة إلى الدين الإسلامي القويم والإسهام في الدعوة إليه عبر وسائل التواصل، وذلك بالتوازن في استخدامها واستثمارها خدمةً للدِّين ونَشراً لإشراقاته، واضطلاعاً بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع الاسترشاد بالمنتديات والمواقع الإسلامية، التي تُقَدِّم الحلول الشرعية لنوازل العصر ومستجدّاته، والفتاوى الموثوقة المؤصّلَة، والفائدة العلميّة المُعَجَّلة، وفي تحصين شباب الأمة، دون الانزلاق في بؤر الشّهوات والشبهات ، وأن نَغْرِسَ فيهم إيمانًا يَأتَلِق بِنُور الاعتدال والوسطية، والثّبات والبَصِيرة.
وأشاد معاليه في ختام كلمته بحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى دينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبالأشخاص القائمين على الدعوة ودعم كل ما يخدم الإسلام والمسلمين .
وفي نهاية اللقاء أجاب معاليه على أسئلة واستفسارات الضيوف , عقب ذلك تبودلت الهدايا التذكارية.