رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يرعى فعاليات أسبوع الجودة الأول

صراحة – خالد الحسين : انطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ التي يهدف بها إلى أن تكون المملكة معياراً عالمياً للجودة والإتقان ومعياراً أساسياً في كل ما تقدمه للعالم من منتجات وخدمات, فقد أقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فعاليات الجودة الأول برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس من 23-25 محرم 1435هـ.
وبدئت الفعاليات في يومها الأول بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ محمد يعقوب, بعد ذلك ألقى معالي الرئيس العام كلمة بهذه المناسبة أوضح فيها بأنها مناسبة سعيدة في رحاب الجودة والتميز والإتقان في فعاليات أسبوع الجودة الأول الذي تقيمه الرئاسة.
وأشار معاليه إلى أن ديننا الحنيف هو أول من حث على الجودة وأن حضارتنا العملاقة سباقة في كل مجالات الخير وأن الحضارات الأخرى تأتي من الروافد المهمة في تحقيق هذا المبدأ العظيم.
وأبان معاليه أن لأهمية الجودة جاءت عناية الرئاسة فقد أنشأت إدارة الجودة كما أنشأت مؤخراً إدارة للقياس وتقويم الأداء وإدارة للتطوير وأكاديمية للتدريب كل ذلك لتحقيق الجودة انطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ثم سيراً على التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين _ حفظه الله _ رائد الجودة كما أنه حريص كل الحرص _ وفقه الله _ بأن تكون الأعمال في هذه البلاد المباركة على أكمل وجه.
مشدداً معاليه بأن تكون الجودة في كل المجالات وإلا ستكون هناك الفوضى العلمية والفكرية ولهذا يجب أن تعلن الجودة في كل مناشط الرئاسة العلمية والإرشادية والتوجيهية والخدمية والهندسية بأعلى صورها أسلوباً وحكمةً مع مراعاة قدسية الحرمين الشريفين واختلاف ثقافات قاصديهما.
ثم افتتح معالي الرئيس العام الجلسة الأولى بموضوع (نحو جودة شاملة) ذكر فيها أهمية الجودة في عصر العولمة وأن لابد من تحقيقها وتطبيقها في حياتنا الواقعية لتحقق أمتنا مكانتها السامية بين الأمم والشعوب, فبغير الجودة تتأخر الأمة عن القيادة إلى التبعية.
وأوضح معاليه من خلال الجلسة الأولى تعريف الجودة في اللغة وأن أصلها من (جاد..يجود) وجاد الشيء أي صار جيداً, فالجودة تعني: الأداء الجيد والعطاء الواسع, أو مهارة الأداء والإتقان في التنفيذ.
مشيراً معاليه إلى قول الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه), فإن الدارس لمبادئ الجودة الشاملة يجد أن كثيراً منها هي من أسس الدين الإسلامي, فحب العمل وإتقانه والمهارة في أدائه كلها مبادئ رغب فيها الإسلام ووعد فاعلها بالثواب والأجر العظيم.
وأردف معاليه أهم أسس ومعايير الجودة في الإسلام وأنها هي: الإخلاص والأمانة ومراقبة الله تعالى والإحسان والمهارة في الأداء وعدم الغش, وأن للجودة مميزات وخصائص منها: التحسين المستمر للأداء العملي وتوفير معنويات أفضل لجميع العاملين وتقليل الأخطاء وتطوير المهارات القيادية والإدارية لقادة العمل ومدرائه وتخفيض التكلفة مع تحقيق الأهداف المتنوعة, وكذلك فوائد الجودة وآثارها منها: زيادة رضا المستفيدين والعاملين والتقليل من عمليات المراقبة والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة وتحديد المسؤولية وعدم إلقاء التبعات على الآخرين.
واختتم معاليه الموضوع بعدد من التوصيات منها: تفعيل أثر المفكرين والتربويين في بيان هذا الجانب المشرق من شريعتنا الإسلامية, وضرورة إنشاء قناة فضائية مختصة بموضوع الجودة في الإسلام, وإقامة معرض عالمي تحت مسمى (الجودة في الإسلام), وتربية الشباب على حب العمل وإتقانه, والعمل على علاج ظواهر القصور وضعف الأداء, وتعزيز القيم الإسلامية المحفزة على تجويد العمل, وتدريب العاملين في الأعمال المختلفة على الأخذ بأسباب تحقيق الجودة, وتدريب القيادات في كل المواقع على مفاهيم إدارة الجودة الشاملة وأساليب تطبيقها, وتعزيز ثقافة الجودة والحوار البناء, والتحفيز المستمر للعاملين على تطوير العمل وإتقانه, ووضع خطة استراتيجية متكاملة للجودة وجائزة للجودة في كل مؤسسة ومنشأة حكومية وأهلية.
بعد ذلك أوضح سعادة الدكتور محمد بن جاسم بوحجي ضيف الفعاليات في موضوعه (رحلة التميز بين القيم والحرم) وأنه لابد من زراعة القيم ومبادئ الجودة في نفوس العاملين بالحرمين الشريفين وذلك للوصول إلى مراتب الإحسان. واستطرد سعادته أن الجودة والتميز في الحرمين الشريفين واجبه لعظم مكانتهما.
ثم كرم معالي الرئيس العام ضيف الفعاليات الدكتور محمد بوحجي.
حظر الفعاليات معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم وفضيلة المستشار الإداري رئيس هيئة المستشارين الشيخ محمد بن حمد العساف وسعادة الوكيل المساعد للخدمات الأستاذ مشهور المنعمي وعدد من مسؤولي ومنسوبي الرئاسة.