حول العالم

رئيس وزراء العراق يتوجه لأمريكا سعيا للحصول على اسلحة ودور بشأن ايران وسوريا

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

جطظ

صراحة -وكالات:  سافر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى الولايات المتحدة يوم الثلاثاء سعيا للحصول على مساعدات عسكرية عاجلة لمكافحة تصاعد أعمال العنف الطائفية التي امتدت عبر الحدود السورية.

وذكرت مصادر عراقية ان المالكي سيقدم نفسه الى الرئيس باراك اوباما بوصفه وسيطا محتملا له مع ايران والرئيس السوري بشار الاسد حليف طهران لكن مسؤولين أمريكيين قللوا من احتمال قيام المالكي بهذا الدور.

وبعد عامين من زيارته الاخيرة عندما كانت القوات الأمريكية تنسحب من العراق يعاني العراق من تفجيرات على نطاق لم يحدث منذ أعمال العنف الطائفية في الفترة بين عامي 2006 و2008 . وسعيا لتولي فترة ولاية ثالثة العام القادم يتطلع المالكي فيما يبدو الى المشهد الدبلوماسي المتغير في منطقة الشرق الاوسط لترسيخ وضعه.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي في المطار قبل مغادرته ان الامر العاجل هو تزويد العراق بأسرع ما يمكن بأسلحة ذات طبيعة هجومية “لمحاربة الارهاب” ومطاردة الجماعات المسلحة.

وأكد الحاجة لطائرات هليكوبتر ومعدات اخرى. واشار مساعدون الى الطائرات بدون طيار على انها اداة مفيدة في حراسة الحدود التي تقول الحكومة التي يتزعمها الشيعة ان القاعدة وجماعات سنية اخرى تقاتل الاسد في سوريا جلبت رجالا واسلحة قتلت أكثر من 7000 عراقي هذا العام.

وقال المالكي الذي سيجتمع مع نائب الرئيس جو بايدن غدا الاربعاء ووزير الدفاع تشاك هاجل وضباط أمريكيين كبار يوم الخميس انه سيبحث مسائل تتعلق بالامن والمخابرات بالاضافة الى اسلحة يحتاج اليها الجيش “لمحاربة الارهاب”.

وأشار الى ان موضوع المخاطر القادمة من سوريا يتصدر قمة جدول اعماله ونأى بنفسه عن تعليقات مساعدين دعوا الى الاسراع بتسليم طائرات إف-16 من المقرر ان تصل في غضون عام. وقال ان مثل هذه الطائرات ليس لها أولوية في مواجهة المسلحين.

وتقول حكومة المالكي ان القاعدة تسعى الى تأمين ارض لها في العراق حيث الاقلية السنية هي الطائفة الرئيسية في الصحراء المجاورة لسوريا وانها تريد زعزعة استقرار الحكومة التي يتزعمها الشيعة في بغداد لدعم هدفها المتمثل في الاطاحة بالاسد.

لكن كثيرين من السنة العراقيين الذين كانوا يهيمنون على البلاد الى ان أطاحت القوات الامريكية بصدام حسين في عام 2003 يتهمون المالكي باستغلال عنف القاعدة ذريعة لاستبعاد طائفتهم من السلطة.

وتراقب الولايات المتحدة التي عززت النظام الانتخابي الذي وضع المالكي في السلطة في عام 2006 على قمة حكومة ائتلافية باستياء بالغ رئيس الوزراء العراقي وهو يتجاهل نداءات لتحقيق توافق ويقترب أكثر من طهران.

وربما يسعى رئيس الوزراء الذي واجه انتقادات أمريكية حادة في مارس اذار لسماحه لايران بنقل اسلحة ومقاتلين جوا فوق العراق لمساعدة الاسد في سوريا لتحويل موقفه المحوري في المنطقة لصالحه بينما أحدثت الانتفاضات العربية في عام 2011 وبرنامج ايران النووي هزة في السياسات الاستراتيجية الامريكية.

ولم يشر المالكي على نحو مباشر الى امكان قيامه بدور وساطة لكن عدة مسؤولين وساسة عراقيين أبلغوا رويترز انه سيبحث هذه القضية في واشنطن.

وقال عضو في ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي اليه المالكي ان رسالة المالكي الى الامريكيين مفادها ان العراق هو أفضل وسيط بين طهران والغرب لحل القضية النووية.

وقال مسؤول شيعي بارز قريب من المالكي إته سيبحث اجمالا كل الامور المتعلقة بالعراق وايران وسوريا.

ومع زيادة الاستقطاب في منطقة الشرق الاوسط بين كتلة سنية تهيمن عليها السعودية وشيعة يتطلعون الى ايران فانه يمكن للمالكي القيام بدور محوري كزعيم عربي شيعي لدولة كبيرة ومحورية عاش سنوات عديدة بالمنفى في ايران وسوريا وله علاقات وثيقة في واشنطن.

وقال وزير عراقي شيعي سابق ان مسؤولين أمريكيين ينظرون الى اقامة تحالف أوثق مع العراق على انه يجيء عوضا عن التباعد بين الولايات المتحدة والسعودية التي أغضبها استعداد أوباما للتحدث الى الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني وتقاعسه عن مهاجمة الاسد.

وقال الوزير السابق “أمريكا تريد من العراق القيام بدور في حل الازمة السورية.” واضاف “الولايات المتحدة ترى ان العراق نقطة توازن محتملة في الصراع الايراني السعودي.”

لكن مسؤولين أمريكيين سئلوا بشأن مثل هذه التصريحات قالوا انهم لا يرون ثمة ضرورة تذكر لوساطة مع ايران. واشار أحدهم الى ان أوباما تحدث الى روحاني منذ شهر في أرفع اتصال ثنائي على الاطلاق منذ عام 1979 وانه يرى تطورات ايجابية في احدث محادثات نووية بين طهران والقوى العالمية.

وقال رمزي مارديني بمعهد العراق للدراسات الاستراتيجية ان المالكي يروج نفسه كلاعب اقليمي لتعزيز التأييد المحلي له قبل الانتخابات التي ستجري في ابريل نيسان.

وقال مارديني ان طريق المالكي الى اعادة انتخابه يمر من خلال واشنطن وطهران وان ثمة مصلحة سياسية في ان يجعل نفسه مهما للجانبين سواء كان التركيز على برنامج ايران النووي أو التفاوض على تسوية سياسية في سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى