المقالات

وما يدري الثور أني عنترة؟

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

كثيرة هي الضغوطات التي نواجهها في الحياة وتختلف نسب قوتها أو بساطتها وكثرتها وقلتها وطريقة تعاملنا معها من حيث استقبالها أو كظمها أو تصديرها، وهذا أمر واضح وجلي في تعاملاتنا اليومية مع المحيطين من حولنا، سواء كانوا أقارب أو زملاء أو أباعد، ولعل أكثر فئة تواجه تلك الضغوطات هم الأشخاص المعنيون بمواجهة الجمهور في مختلف المجالات.

 

إن المقولة الشهيرة ( وما يدري الثور أني عنترة ) لهي خير مثال على ما يحدث اليوم من ملاسنات حادة تحدث بين البعض في أماكن عامة وتفقد أحد الشخصين أو كليهما القدرة على ضبط النفس والتصرف بتصرفات يكون الندم عليها قد جاء متأخرا بعد فوات الأوان ، ولا يختلف العالم الافتراضي عن الواقع المعاش ، بل هو أشد مهاترة وتلاسنا واعتداء وامتدادا بين أشخاص كثر وليس بين شخصين فقط كما هو الحال في الواقع ، فأصبحنا نسمع في تلك المساحات الصوتية والبثوث المباشرة ما يندى له الجبين ، ومن المؤسف والمحزن والمخجل أن تخرج تلك الأمور من أشخاص كنا نظن فيهم خيرا بحكم درجتهم العلمية أو مكانتهم المجتمعية أو سنينهم العمرية ، إلا أنهم لم يحسبوا لذلك حسابا ونسوا أنهم أمام لفيف من المتابعين ومن المصطادين لكل هفوة و زلة ، لتكون لهم أشبه بوصمة عار تلطخ سيرتهم وصورتهم الجميلة التي رسموها سابقا – وعلى مدى سنين – في أذهان متابعيهم .

 

تلك الأمور المؤسفة التي نشاهدها ونسمعها تعطينا تنبيها مبكرا وتجعلنا أشد حذرا في تعاملنا مع من نتواصل معهم من خلف حسابات التواصل، ولا نغتر بشهادتنا أو مكانتنا أو سننا، فنحن لا ندري ماهي عقلية الشخص المقابل ولا نعرف سنه أو ثقافته، بل ولا ندري إن كان من بني جلدتنا أو عدوا خارجيا يضمر لنا الشر ويريد نشر الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد.

 

الخاتمة:

حكم عقلك قبل أن تغلب عليك عاطفتك.

 

بقلم / خالد النويس

الجمعة 202 أغسطس 2024 م .

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى