حول العالم

تركيا تشن ضربات عنيفه استهدفت مقاتلين حزب العمال الكردستاني في شمال العراق

150729121443_f16_624x351_reuters

 

صراحة – (رويترز) – شنت مقاتلات تركية مساء الثلاثاء أعنف ضربات تستهدف المقاتلين الأكراد في شمال العراق منذ أن بدأت أنقرة حملتها الجوية الأسبوع الماضي وذلك بعد ساعات من قول الرئيس رجب طيب إردوغان إن عملية السلام أصبحت مستحيلة.

وذكر مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن الضربات أصابت أهدافا لحزب العمال الكردستاني من بينها ملاجئ ومستودعات وكهوف في ست مناطق. وقال مسؤول كبير لرويترز إن الهجوم هو الأكبر منذ بدء الحملة التركية.

وأدان العراق الضربات الجوية ووصفها بأنها “تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية”. وأضاف أنه ملتزم بعدم السماح بأي هجوم للمتشددين على تركيا من داخل الأراضي العراقية.

وشنت تركيا ضربات شبه متزامنة ضد معسكرات لحزب العمال الكردستاني في العراق وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يوم الجمعة في إطار ما وصفه داود أوغلو بأنه “محاربة متزامنة للإرهاب”.

ويمثل خوض صراع على جبهتين استراتيجية عالية المخاطر بالنسبة لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي الأمر الذي يجعلها عرضة لخطر هجمات انتقامية من جانب المتشددين الاسلاميين والأكراد على حد سواء. وحذرت ألمانيا يوم الأربعاء من احتمال شن هجمات على شبكة قطارات الأنفاق ومحطات الحافلات في اسطنبول.

وسمحت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لتحالف تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية باستخدام قواعدها الجوية لتنضم بذلك إلى دول المواجهة في قتال الجهاديين بعد سنوات من التردد. وقدم الحلف دعما سياسيا كاملا لتركيا أمس الثلاثاء.

لكن هجمات تركيا على حزب العمال الكردستاني تبقى حتى الآن أقوى من هجماتها على تنظيم الدولة الإسلامية مما عزز شكوكا بأن هدفها الحقيقي هو وضع حد لطموحات الأكراد السياسة والإقليمية وهو ما تنفيه الحكومة.

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت ارينج إن من بين 1302 شخص اعتقلوا فيما وصفه مسؤولون “بمعركة شاملة ضد الجماعات الإرهابية” في الأيام القليلة الماضية اتهم 847 منهم بصلات بحزب العمال الكردستاني في حين اتهم 137 شخصا فقط بوجود صلات بتنظيم الدولة الاسلامية.

وأوضحت أنقرة أن عملياتها ضد الدولة الإسلامية في سوريا لن تشمل غطاء جويا للمقاتلين السوريين الأكراد الذين يحاربون التنظيم المتشدد أيضا.

ودعا صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد اليوم لوقف العنف فورا. ويطالب أعضاء بحزب العدالة والتنمية بمحاكمة دمرداش لصلاته بحزب العمال الكردستاني.

وقال للصحفيين “علينا ممارسة ضغط ديمقراطي من شأنه أن يساعد في إسكات البنادق على الفور. نحن مستعدون للعمل مع كل السياسيين الذين يرغبون في تحقيق هذا.”

وقال مسؤولون أتراك إن الضربات ضد حزب العمال الكردستاني رد على تصاعد عنف المتشددين في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك عمليات قتل ضباط شرطة وجنود ألقي باللوم فيها على الحزب.

وذكرت وكالة دوجان للأنباء أن جنديا آخر قتل يوم الأربعاء وأصيب ثلاثة إصابات خطيرة في اقليم أجري بشرق تركيا في هجوم نفذه على ما يبدو حزب العمال الكردستاني. وقتل تسعة على الأقل من أفراد قوات الأمن خلال أسبوع على أيدي من يشتبه بأنهم مسلحون أكراد.

وقال حزب العمال الكردستاني إن الضربات محاولة “لسحق” التحرك السياسي الكردي وإقامة “نظام مستبد ومهيمن” في تركيا.

ولم ينسحب الحزب من عملية السلام لكنه قال يوم 11 يوليو تموز إن بناء مواقع عسكرية تركية وسدود وطرق للأغراض العسكرية انتهاك لوقف إطلاق النار وإنه يعتزم استئناف شن الهجمات.

وبدأ إردوغان مفاوضات في 2012 في مسعى لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد الذي أسفر عن مقتل 40 ألف شخص منذ عام 1984. وصمدت هدنة هشة منذ مارس آذار 2013.

وقال حلفاء غربيون لتركيا إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها لكنهم دعوا أنقرة إلى العمل للحيلولة دون انهيار مساعي السلام مع حزب العمال الكردستاني.

ورغم أن واشنطن تصنف الحزب ضمن المنظمات الإرهابية فإنها تعول بشدة على المقاتلين الأكراد السوريين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال إردوغان الثلاثاء إن عملية السلام أصبحت مستحيلة وحث البرلمان على رفع الحصانة عن سياسيين تربطهم صلات بالمتمردين الأكراد حتى تتسنى محاكمتهم في خطوة اعتبرت موجهة مباشرة لحزب الشعوب الديمقراطي.

ومن المقرر أن يناقش البرلمان في جلسة ينتظر أن تكون صاخبة في وقت لاحق يوم الأربعاء العمليات العسكرية في العراق وسوريا ودعوة إردوغان لرفع الحصانة.

واتهم نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أكدوجان ممثل الجانب الحكومي في جهود السلام حزب الشعوب الديمقراطي بالتضحية بعملية السلام من أجل طموحاته السياسية وقال إن الحزب كان مهتما بالحصول على ما يكفي من أصوات في الانتخابات لدخول البرلمان أكثر من العمل لحل الصراع.

وقال اكدوجان لوكالة أنباء الأناضول الرسمية “لقد دمر حزب الشعوب الديمقراطي الثقة .. وخان عملية السلام” لكنه لم يصل إلى حد إعلان انتهاء العملية تماما

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى