محليات

علماء وأكاديميون يشددون على تحريم زيارة المواقع التي عُذِّب فيها أقوام سابقة

069697

صراحة – متابعات :

شدد علماء وأكاديميون على تحريم زيارة المواقع التي عُذِّب فيها أقوام سابقة، مثل مدائن صالح والأخدود، إذا كانت بغرض السياحة.
غير إنهم أوضحوا أن زيارتها، للعظة والعبرة، لا بأس فيها، شريطة أن لا يطول المكوث فيها أو الأكل أو الشرب.
أوضح رئيس مجلس الشورى عبدالله آل الشيخ أن زيارة مواقع الآثار للأمم المعذبة لا بأس بها إذا كانت خفيفة للاتعاظ والعبرة، كونهم قوماً أهلكم الله بذنوبهم، حيث أوصى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بعدم الصلاة فيها، أو البقاء والأكل والشرب فيها، مستدلاً بحديث «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم».

رأى أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور صالح السدلان، تحريم زيارة آثار القوم المعذبين، مشيرا إلى أن زيارة أماكن من عذبهم الله من الأمم السابقة بغرض التفسح أمر غير جائز ومنهيٌ عنه، لكن زيارة آثار الدول والحضارات ومتاحف المسلمين التي يستذكر من خلالها المسلمون تاريخ الحضارات والأمم السابقة لا ضير به.
من جهته، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود في الرياض، عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، الدكتور محمد المسند، إن زيارة الأماكن التي عذب فيها أقوام ورد النهي عن زيارتها تماماً، إلا إذا كان جلوسه لدقائق سريعة، وأن يكون خروجه أسرع، مضيفا أن باقي الآثار الأخرى مثل الجبال والأنهار ومتاحف المسلمين فلا بأس من زيارتها، مطالبا الهيئة العامة للسياحة والآثار بإيجاد بدائل سياحية أخرى عوضا عن الأماكن التي عذب فيها الأقوام السابقة.

وأوضح أستاذ العقيدة والمذاهب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر العقل أن الآثار تأتي على أنواع، منها ما يقوم به بعض الناس من زيارة القبور وتقديسها، وهذه تعتبر آثار سياحية عند بعض القوم، وهي لا تجوز أبداً، أما إذا كانت ديار المعذبين فيشرع زيارتها للعظة فقط، وليس للسياحة، مع الالتزام بالشروط الشرعية مثل عدم الأكل والشرب فيها، مع أخذ العظة والعبرة دون الإطالة فيها، ومن تلك الأماكن ديار قوم صالح في ثمود أو مدين، وبحيرة طبرية التي عذب بها قوم لوط، وغيرها من الأماكن التي شملها النهي.

وقال الباحث الإسلامي خالد الصقعبي إن زيارة كافة المواقع التي عذب فيها أقوام سابقون، مثل مدائن صالح، محرم إذا كان بغرض السياحة، وأضاف: لا يدخلها أي شخص لغرض المتعة والسياحة، ولكن يدخلها بغرض العظة والعبرة، بشرط أن لا يطيل المكوث فيها، مبيناً أن لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار بعض المخالفات فيما تنظمه من مختلف الرحلات لمثل هذه الأماكن المنهي عن زيارتها إلا بغرض العبرة.
واستشهد الصقعبي بحديث رواه البخاري عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنا واستقينا، فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريقوا الماء وأن يطرحوا ذلك العجين. ( الشرق )

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى