ما يعجبني شكله

غالبا ما نرسم في مخيلتنا صورة مسبقة عن الأشخاص الذين نقابلهم للمرة الأولى ونحكم عليهم من خلال الشكل والمظهر الخارجي لهم، وقد تبقى هذه الصورة في مخيلتنا وقتا طويلا من الزمن حتى ولو تبين لنا العكس، لأن الذهن قد تبرمج على صورة معينة وحدد لها شكلا مرسوما في داخله وبالتالي صار من الصعب تغييرها لدينا ونحتاج لطرق ومحاولات متعددة.
ولاشك أننا قد نقلنا لأصدقائنا أو سمعنا منهم رأيا حول شخص جمعتنا به مناسبة أو موقف لأول مرة وكان هذا الرأي مبنيا على مظهره أو منطوقه أو سلوكه ، وهنا بيت القصيد كما يقال ، فمن الظلم وعدم الإنصاف للآخرين أن نصدر أحكاما مسبقة مبنية على انطباع أولي قد لا يكون لهم شأن فيه ، فعندما نقابل شخصا هندامه غير مرتب أو حديثه يغلب عليه الجفاف أو عدم مشاركته في مبلغ العشاء أو غير ذلك من الأمور فهذا ليس مؤشرا على أن تلك الصفات دائمة فيه بل نلتمس له العذر إلى أن تثبت هذه الصفة أو يتبين لنا العكس من خلال اللقاءات اللاحقة وبالتالي نستطيع أن نصدر حكمنا على شخصيته ونثبتها في أذهاننا أو أن نعمل على تصحيحها سواء سلبية كانت أو إيجابية .
إن الانطباع الأولي عن الأشخاص أمر مهم وخاصة في ما يتعلق بالمقابلات الشخصية المرتبطة بالتوظيف، إلا أنه لا يتساوى مع المقابلات العامة في الحياة اليومية فهي تحكمها الصدفة في الغالب، إضافة إلى ظروف خارجة عن قدرة الشخص في تلك الأوقات وتفرض عليه ما ليس بإرادته.
الخاتمة:
المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
بقلم / خالد النويس
الجمعة 22 أغسطس 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )