المقالات

عمو: اشتري لي شي

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

أثناء تبضعك في السوبرماركت وفي الممرات الخلفية له يفاجئك صوت يطلب منك بنبرة هادئة أن تقدم له المساعدة بشراء أي شيء بسيط، وعندما تلتفت تجاهه تكتشف أنها طفلة ترتدي زيا مشابه تماما لزي بناتنا السعوديات إلا أن اللهجة تشير وبكل وضوح إلى دولة شامية يكثر مواطنوها بيننا، ويصحب ذلك الصوت الطفولي ابتسامة بريئة من أجل ترقيق القلوب وكسب التعاطف ومن ثم نيل المراد.

 

هذا الأسلوب في التسول لم يكن معهودا سابقا بل هو من طراز 2023، حيث تطور من أبواب المساجد ثم مر بإشارات الشوارع حتى وصل إلى شكله الجديد في ممرات السوبرماركت المتوارية نوعا ما عن الشوارع الرئيسية.

 

وبالعودة إلى ذلك الصوت الطفولي فإنك لا تسمعه يغرد منفردا بل غالبا ما تصاحبه أصوات طفولية أخرى تغرد قريبة منه على مسامع متسوقين آخرين في الممر الآخر ليدور في خلدك تساؤل عميق عن جرأة أولياء أمور هؤلاء الأطفال في نشرهم بين المتسوقين واتخاذهم إياهم وسيلة للتسول الجديد رغم علمهم بالمنع وتشديد العقوبة التي تصل إلى الترحيل في حال تم القبض عليهم ، ليأتي بعد ذلك تساؤل أعمق وأكبر عن دور الجهات المعنية في متابعة هذه الظاهرة التي أخذت في الانتشار بشكل يدعو للقلق والخوف حول من يقف خلفها وخلف استغلال براءة وجهل الأطفال وفيم تستخدم المساعدات المقدمة سواء كانت غذائية أو مادية .

 

الخاتمة:

لسنا ضد مساعدة المحتاجين أو ترهيب وصد الناس عن فعل الخير ولكن الشواهد كثيرة في استغلال الغير حبنا للخير.

 

بقلم / خالد النويس

السبت 02 نوفمبر  2024.

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

زر الذهاب إلى الأعلى