محليات

آل الشيخ : مسؤوليتنا اليوم المحافظة على عقيدتنا من الاختراق وعلى سنيتنا من الضياع

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

 

55555

 

صراحة -سعد الوقيفه: افتتح فخامة الرئيس اسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي في العاصمة جيبوتي اليوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر رجب الجاري 1436هـ وبحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أعمال الملتقى الإقليمي الثالث لعلماء شرق أفريقيا ، بحضور كوكبة من العلماء المسلمين في جيبوتي ، وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي .

وقد ألقى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة في حفل الافتتاح استهلها حامداً الله سبحانه وتعالى ، ومصلياً على رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وقال : إننا نحمد الله تعالى أن هيأ لنا هذا الخير العظيم في بلاد المحبة والاستقرار والسلام جمهورية جيبوتي ، نحمد الله أن هيأ لنا هذا اللقاء على ظلال من الكتاب والسنة ، وفقه أئمة الإسلام علماء الأمة الذين نهضوا بهذه الأمة ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، فله الحمد سبحانه كثيراً على ما أنعم علينا بهذا اللقاء في ظروفٍ وتحدياتٍ متنوعة تستهدف فيها هذه الأمة أجمع ، ويستهدف فيها أيضاً أهل السنة والجماعة باستهدافهم في عقيدتهم ، ومذهبهم الصحيح السني ، وباستهدافهم في منهجهم العقدي ومنهجهم السلوكي ، وفي وحدتهم الروحية ، ووحدتهم السياسية ، وفي وحدتهم العربية أيضاً ، في هذه الظروف ينطلق هذا اللقاء والملتقى الثالث في ظروفٍ محيطة بالوطن العربي ، وأيضاً في صميم الوطن العربي لاقتلاع شيء من العروبة ، وزعزعة شيء من أصولها ، ومن هنا يأتي هذا الشعور الذي من أجله وجه فخامة رئيس الجمهورية ـــ حفظه الله ـــ بإقامة هذه الملتقيات ، إيماناً بدور العلماء في الوحدة في أنواعها الوحدة الدينية ، والوسطية السنية ، والوحدة السياسية ، ووحدة الشعور ، والوقوف بقوة أمام كل من يريد أن تنحرف هذه الأمة عن وسطيتها ووحدتها إلى طرفي الغلو أو الانحراف .
وواصل معاليه قائلاً : فخامة الرئيس إننا نراكم اليوم وقد نهضتم بهذه البلد المعطاء ، نهضتم بها من جهة فسحكم المجال أمام الدعوة الإسلامية ، وفسحكم المجال أمام علماء الإسلام ؛ لكي يؤدوا دورهم في تعليم الإسلام ، لقد أسهمتم ورفعتم الهمم للمحافظة مشكورين مقدرين على اللغة العربية اللغة الأصيلة التي هي سر التماسك ، وسر القوة ، وسر البقاء ، نشكركم على هذا كله ، وعلى حضوركم اليوم ورعايتكم لهذا المؤتمر الذي هو في الحقيقة رعاية لعلماء شرق أفريقيا ، وتقديراً لعلماء الأمة الإسلامية ، لعلماء المملكة العربية السعودية والحرمين الشريفين ، ولعلماء العالم الإسلامي بجميع وفوده المشاركة ، إننا ننظر أيضاً معاشر طلبة العلم والعلماء ، ننظر إليكم أيضاً في توازن سياسي يحمدكم عليه العلماء في الحرص على استقرار جيبوتي ، وعلى وقوفكم مع الدول العربية والإسلامية في التحالف ضد كل من يريد أن يُصدع وحدة الأمة العربية ، أو وحدة مذهبها السني ، ووحدة قوتها التي تتمركز في وحدتها السياسية ، وتآلفها وتحالفها ، إن اهتمامكم بالتعليم بعامة محل تقدير من الجميع ، وإن إنشاءكم للجامعة محل تقدير للجميع ، ومحل ثناء منا جميعاً ، لماذا ؟ لأننا معاشر علماء الإسلام لا نرى فرقاً في الرؤية الوسطية بين الاهتمام بالأصل والاهتمام بالمعاصرة ، الاهتمام بالكتاب والسنة ، وبالمذاهب الإسلامية ، والاهتمام أيضاً بما فيه قوة دولنا في العلوم الحديثة ، والعلوم العصرية ، والعلوم التي تجعل من الإنسان المسلم في بلادنا والإنسان المشارك مشاركة إيجابية في نهضة بلده ، فالمؤمن الصالح مؤثر وليس منزوياً ، مؤثر بحسب ما قدر الله له يؤثر في التجارة ، يؤثر في الصناعة يؤثر في السياسة ، كما يؤثر أيضاً في العلم والتعليم والدين والثقافة شكراً لكم فخامة الرئيس .
وأبان معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن هذا الملتقى الثالث يأتي لإبراز أثر إمام من أئمة أهل السنة والجماعة ، وأئمة المذاهب الإسلامية المعتبرة ، وهو الإمام محمد ابن إدريس الشافعي ـــ رحمه الله تعالى ـــ ، متحدثاً عن علم الإمام الشافعي ، وعلم أصحاب المذاهب الأربعة.
ثم أردف معاليه يقول : إن العلماء ولاشك عليهم دور ومسؤولية ولا يجوز لنا بحالٌ أن نتخلى عن دورنا ومسؤوليتنا ، مسؤوليتنا اليوم المحافظة على عقيدتنا من الاختراق ، وعلى سنيتنا من الضياع ، وعلى مناهج تعليمنا بمذاهبنا الإسلامية من أن يضعف التعليم الديني بترك التعليم عن طريق المذاهب الإسلامية ، العلماء مطالبون بمواجهه الغلو والتطرف بجميع انواعه ، فليست مواجهه الغلو والتطرف مهمة الدول بصفتها السياسية والأمنية بالدرجة الأولى ، فالغلو والتطرف غلو في الدين وتطرف عن الدين ، والعلماء هم المخاطبون أولاً أمام الله ـــ جل وعلا ـــ اولاً في مواجهه التطرف والغلو ، والجماعات الغالية التي فتت مجتمعات كثيرة من بلاد المسلمين ، والتي أيضاً اعطت العالم ابشع صورة لا تمثل الاسلام من قريب ولا من بعيد بل شوهت الاسلام ، وأعطت ايحاءً لما يسمى لدى الغرب بــ ” الإسلام فوبيا ” فأصبح الجميع يكرهونه ويخافونه من اسم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، ومن اسم الاسلام ومن الدعاة اليه ، ومن علماء الاسلام فمن ذا يقوم بتصحيح الصورة ان لم يكن العلماء ؟، ومن ذا يقوم بالدفاع عن وسطيه الاسلام واصالته ومعاصرته ان لم يكن العلماء ؟، من ذا يقوم بهذا الواجب إن لم يتحد العلماء ويبتعدوا عن الطعن فيما بينهم لمواجهه الخطر الأعظم الذي يواجه الاسلام بتشويهه ، ويواجه الدعوة الى الاسلام ؟ قال الله ــ جل وعلا ــ شاهداً : { هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيداً } ، نعم إن الله شهد بشهادته الحقه وهو المطلع العالم بان هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار ، وليس الشأن في شهادة الله ـــ جلا وعلا ــ ولكن الشأن في ان نكون مشرفين معاشر العلماء ، والباحثين في الشأن الاسلامي والثقافي مشرفين بنشر هذه الديانة ، إن نشر الديانة اليوم الديانة الاسلامية ، والملة المحمدية ، والسنة النبوية اليوم بين طرفين ، بين طرف مهمل لا يرى النور إلا ما يأتي من الغرب او الشرق ، وبين طرف متشدد لا يرى للزمان اعتبارا ، ولا يرى للمكان اعتبارا ، وإنما يرى ما كان عليه الناس في قرون مضت ، وإنما وضع النقاط على الحروف يأتي بأن نكون على منهج سوي يهتم بالدين ، ويهتم بالدنيا لنكون اقوياء ، ويكون العلماء ينشرون دينهم على وفق ما نشره نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وصحابته الكرام .
وأختتم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ موجهاً الشكر لصاحب الفخامة رئيس الجمهورية على رعايته لهذا المؤتمر ، كما شكر لوزارة الشؤون الاسلامية والثقافة والأوقاف بجمهورية جيبوتي ، ولمعالي وزيرها العزيز ادم حسن آدم ، ولجميع زملائه ، وأعضاء المجلس الاعلى الاسلامي ، ولجميع علماء جيبوتي وعلماء شرق أفريقيا على الاسهام في انجاح هذا المؤتمر ، وهذا الملتقى ، نعم نحن اليوم نضع خطوة في الطريق الصحيح في تألف وقوة لمواجهه ما يهدد ديننا ثقافتنا وحضارتنا الاسلامية وسنيتنا وعروبتنا وتماسكنا ووحدتنا وسياستنا .
الجدير بالذكر أن المؤتمر سيناقش ــ على مدار أربعة أيام ــ مجموعة من الأوراق التي تبين دور الإمام الشافعي في إثراء الفقه الإسلامي منها : محطات من التاريخ الإسلامي في منطقة القرن الإفريقي, والإمام الشافعي فقيها وشاعرا وحكيما, ومصنفات الإمام الشافعي وأصول مذهبه, والإمام الشافعي ودوره في إثراء الفقه في باب العبادات, والمنهجية العلمية في الفقه والأصول عند الإمام الشافعي, وأخلاق الإمام الشافعي وأسلوبه في مناظراته العلمية, وأهمية وحدة المذهب في توحيد الأمة والحفاظ على أمنها الفكري والاجتماعي, ومنهج الإمام الشافعي في تعزيز الوفاق والانفتاح على الآخر, وانتشار المذهب الشافعي في شرق أفريقيا, وجهود علماء منطقة القرن الإفريقي في خدمة المذهب الشافعي , وتفاعل المذهب الشافعي مع الواقع الاجتماعي ومستجدات الحياة, ودور الأئمة الأربعة في حفظ هوية الأمة الإسلامية, وجهود العلماء الجيبوتيتين في الحفاظ على الإسلام .

 

زر الذهاب إلى الأعلى