فيه خداع للناس

لا يختلف اثنان على أهمية العسل لجسم الإنسان واحتواءه على العديد من الفوائد التي جعلت معظم الحضارات البائدة والسائدة تهتم به وتحرص على اقتناء الأفضل والأجود من أنواعه واستخدامه كغذاء وعلاج لبعض الأمراض، وقد أثبتت البحوث والدراسات الطبية الحديثة تلك القيمة العالية التي يتمتع بها العسل دون غيره من الأغذية الطبيعية.
ونظرا لارتفاع مستوى الثقافة الصحية وزيادة البحث عن المنتجات الطبيعية المفيدة والمنشطة للجسم في هذا الزمن لدى كثير من شرائح المجتمع كان لابد أن يأتي العسل في قائمتها ، فأصبح الإقبال على العسل المحلي ذو الجودة العالية ملفتا للانتباه ما جعله مطلبا للكثير وبالتالي ارتفع سعره لقلة إنتاجه الذي يعتمد في بعض الأنواع على مواسم معينة في السنة ، ومن هنا جاء استغلال البعض من التجار في توفير أنواع كثيرة من العسل المنتج خارجيا بجودة رديئة وبكميات كبيرة وبأسعار تجعل الشخص يشك في جودتها ، ورغم أنها عسل طبيعي ويحمل موافقة جهة الاختصاص إلا أن العارفين بالعسل يعلمون أن الجودة والتغذية والنسب الغذائية تختلف عما هو منتج محليا وبفارق شاسع ، ولذا يستغل بعض التجار عدم إلمام الكثير من الناس بهذه المسألة فيحاول التلبيس عليهم وصرفهم عن البحث عن جودة العسل ، فيقوم بعمل حملة إعلانية كبيرة يضمنها جوائز مغرية لتصريف كميات كبيرة من العسل المستورد بأسعار زهيدة في متناول الجميع ، وهو بذلك يضمن ربحا سريعا وكبيرا ومن ناحية أخرى يضرب سوق العسل المحلي ويصرف الناس عنه بحجة غلاء سعره وتوفر البديل .
ومن الجهود التي تبذل في سبيل المحافظة على إنتاج العسل المحلي ودعمه معنويا وبشريا وماديا فقد تم إنشاء عدد من الجمعيات المختصة ومعهد للتدريب في عدد من مناطق المملكة وإقامة مهرجانات تشجيعية للنحالين السعوديين، إلا أنها بقيت ذات جهود ضعيفة أمام تلك الحملات التسويقية المغرية التي يقوم بها بعض تجار العسل المستورد، والتي تتطلب دعما أقوى من وزارة البيئة والمياه والزراعة حتى نضمن المحافظة على العسل المحلي ذو الجودة العالية.
الخاتمة:
يقول الله تعالى (فيه شفاء للناس) بينما يصر البعض على أن يكون فيه خداع للناس.
بقلم / خالد النويس
الجمعة 04 أكتوبر 2024.
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )