“كاوست” تكشف النقاب عن “شاهين 3” أقوى حاسوب عملاق في الشرق الأوسط

كشفت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن الحاسوب العملاق والأقوى في الشرق الأوسط “شاهين 3″، والمصمَّم من قبل مؤسسة هيوليت باكارد إنتربرايز (HPE) الأمريكية.
وبحسب أحدث تصنيفات موقع TOP500، الذي يصنف أنظمة الحاسوب العملاقة الخمس مئة الأقوى عالميًّا، التي أُعلنت خلال المؤتمر الدولي للحوسبة عالية الأداء والشبكات والتخزين والتحليل (SC25)، المنعقد في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية خلال الفترة من 16 إلى 21 نوفمبر 2025، فقد حقق “شاهين 3” مرتبة متقدمة ضمن قائمة أقوى الحواسيب العملاقة في العالم، بحصوله على المركز الأول في الشرق الأوسط والثامن عشر عالميًّا.
ويعتمد “شاهين 3” على نظام (HPE Cray EX) الذي يُبَرَّد مباشرة بالسائل، ويضم 2800 وحدة من معالجات إنفيديا (NVIDIA GH200 Grace Hopper Superchip)، ليقدّم قدرة معالجة تزيد بثلاثة أضعاف عن النظام السابق المعتمد على وحدات المعالجات المركزية (CPU) الذي كان من بين الأسرع عالميًّا عند إطلاقه في عام 2023.
وأكملت كاوست في أكتوبر 2025 عملية استلام ونقل ملكية وحدات معالجة الرسومات (GPU) الخاصة “بشاهين 3” من مؤسسة HPE، بما يتوافق تمامًا مع شروط تراخيص التصدير الصادرة عن مكتب الصناعة والأمن (BIS) التابع لوزارة التجارة الأمريكية.
ويعكس هذا الإنجاز تنامي قدرات المملكة العربية السعودية في تعزيز التميز العلمي على النطاق العالمي، ومع بدء تشغيل القسم المخصص لمعالجات (GPU) في مطلع عام 2026، سيتمكن أعضاء هيئة التدريس في كاوست من إجراء أبحاث عالمية المستوى تتماشى مع أولويات منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة.
ومن بين أبرز التطبيقات التي سيدعمها “شاهين 3” تطوير جيل جديد من نماذج اللغة الصغيرة والكبيرة (LLMs) التي تركز على اللغة العربية، والمصممة خصيصًا لتعكس الخصوصية اللغوية والسياق الثقافي للعالم العربي.
وسيشكّل “شاهين 3” الأساس لإنشاء توأم رقمي لشبه الجزيرة العربية بأكملها، وهو عبارة عن بيئة محاكاة متكاملة تربط بين العمليات الجوية والبحرية والبرية، لتوفير رؤى غير مسبوقة حول ديناميكيات المناخ الإقليمي، والتعامل مع الظواهر الطبيعية الشديدة والكوارث البيئية القصوى مثل إدارة تسربات النفط، وتحسين حركة الملاحة البحرية.
وإلى جانب علوم المناخ والبيانات، ستُحدث قدرات “شاهين 3” نقلة نوعية في تطبيقات الاستشعار عن بُعد، من المراقبة الآلية للحياة الفطرية والمحميات الطبيعية إلى تطوير أدوات تحليلية منخفضة التكلفة وقابلة للتوسع لمساعدة الجهات المعنية في تحسين الزراعة وإدارة المياه، ولا سيما فيما يتعلق بالمحاصيل الإستراتيجية مثل التمور والقمح.