محليات

للمرة الاولى .. اكتشاف ” موجات الجاذبية ”

000090
صراحة – الرياض :
بعد 100 سنه من اقتراح العالم البرت اينشتاين ، اعلن مشروع رصد الأمواج الثقالية بالولايات المتحدة الذي يعرف اختصارا ” مشروع ليغو ”  اليوم الخميس 11 فبراير 2016 عن نجاحه في اكتشاف موجات الجاذبية للمرة الاولى ، حيث تتسبب اجسام سماوية ضخمة في حدوث تموج في الزمان والمكان ” الزمكان” ،  وهو اكتشاف تاريخي سيفتح طريق جديد لدراسة الكون .

وبين المهندس ماجد ابوزاهرة  رئيس الجمعية الفلكية بجدة : ان هذا الاكتشاف تم من خلال   اثنان من اجهزة لقياس التداخل التابعة للمشروع ” وذلك في 14 سبتمبر 2015 ، بعد عمليه تحسين تلك الاجهزة وتطويرها وزيادة حساسيتها .

ومثل موجات الراديو ، والضوء المرئي ، واشعه اكس ،  وغيرها من اشكال الاشعاع الكهرومغناطيسي ، اعتقد اينشتاين ايضا ان الجاذبية تسافر ايضا  في موجات. ولكن  حتى اقوى طاقة للظواهر الكونية  مثل اصطدام اثنان من الثقوب السوداء ببعضهما البعض سوف تتسبب بتموج خلال “الزمكان” ضعيف بالنسبة لنا .

وبعد عقود من المحاولات الفاشلة ، تم التوصل اليوم لتأكيد قياس موجات الجاذبية عبر الارض ، وقد احتاج هذا الاكتشاف مقياس ليزر بطول  2.4 لتكون 10,000 مرة اصغر من البروتون .

ونظرا لان كل شيء حولنا مثل الانشطة البشرية  والهزات الارضية سوف  تعمل على تشويه تلك الاشعة ، فان مشروع “ليغو” استخدم اثنان  من  اجهزة الاستكشاف يفصلها عن بعض حوالي 1,865 ميل.

ولان موجات الجاذبية تسافر بسرعة الضوء كما يعتقد ، فان الاكتشاف من مصدر كوني يتم في احد الموقعين لمشروع “ليغو”  بفاصل 10 ميلي ثانية عن الموقع الثاني .

 

وهذا تماما ما رصد عندما التقطت موجات تنطلق من اثنان  ثقوب سوداء تبعد عن الأرض مسافة 1.3 مليار سنه ضوئية يلتفان حلزونيا باتجاه بعضها البعض وبعد ذلك اصطدما ببعضهما وشكلا بعد ذلك ثقب اسود واحد كبير.

ويعتبر هذا الاكتشاف الاكبر  والاهم منذ سنين ، فموجات الجاذبية تنبأت بها النظرية النسبية العامة لاينشتاين  منذ قرن من الزمن وهذا الانجاز التاريخي  الذي سيفتح صفحة جديدة في اكتشاف الكون ، يأتي بعد عقود من العمل باستخدام حواسيب فائقة لعمل نماذج في محالة لوضع تصور لما يمكن ان تكون عليه موجات الجاذبية وللتوصل بعد ذلك لاكتشافها وتأكيدا لصحة النظرية النسبية العامه.

ومثل شعاع الضوء الذي يكون بأطوال موجية مختلفة ، فان الموجات بواسطة الجاذبية تعمل على تمدد الزمان والمكان بشكل مختلف ، تماما عندما نقوم بدحرجة كرة البولينغ على سطح جهاز القفز “الترامبلوين” سوف يلتوي السطح اكثر مما سيحدث عند دحرجة كرة البيسبول على نفس السطح.

جدير بالذكر ان اطول موجات للجاذبية نتجت في الانفجار العظيم منذ 13,8 مليار سنه مضت ، في حين ان اصطدام الثقوب السوداء ببعضها البعض يعتبر اقوى الاحداث الكونية منذ الانفجار العظيم.

 

 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى