لوحات للحوادث

تختلف الطرق والأساليب التي تنتهجها الشركات التجارية في الترويج لمنتجاتها، وقد تفنن القائمون على الدعاية والإعلان فيها في استغلال كل ما يمكن استغلاله في سبيل الوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين وحتى لو كان في بعض الطرق تحايل وتجاوز للأنظمة، وهذا ما نلاحظه من بعض الشركات التي تتخذ من جدران البيوت وفراغات الأبواب السفلية مكانا للصق وتوزيع (بروشوراتها) الإعلانية.
وبعيدا عن تلك الأساليب نرى شركات كبرى اختارت أماكن قوية بطريقة ذكية وتصل إلى شرائح متعددة وبلغات مختلفة وتحقق الهدف والأرباح في آن معا ، وفي حين أنها حققت المطلوب فهي في ذات الوقت وقعت في المحظور ، ففي شوارعنا الرئيسة نرى لوحات عملاقة تتوسطها أو تقع على جانبها بإضاءة قوية وألوان ساحرة وكلمات وأرقام تجذب العين جذبا ، لما فيها من عروض ومناسبات وتخفيضات تجعل الشخص متلهفا للتدقيق وقراءة كل تفاصيلها ، وعندما يعود البصر إلى الأمام فلم يعد للقدم فرصة لتفادي السيارة التي توقفت فجأة بسبب زحام الطريق ، وبذلك تحولت تلك اللوحة من إعلان لشركات تجارية إلى سبب رئيس لحوادث صدم متكررة بسبب الانشغال عن القيادة في قراءة تلك الإعلانات .
قد يقول البعض إن الواجب على قائد السيارة الانتباه والتركيز أثناء القيادة ولكنه نسي أن من واجبات الطريق عدم وجود المشتتات والمثيرات البصرية لأنها من أهم أسباب الحوادث وخاصة في المدن الكبيرة والمزدحمة، لذا نتمنى على وزارة النقل والخدمات اللوجستية (بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور) أن تعيد النظر في التصاريح المعطاة لمواقع اللوحات الإعلانية على الطرق الرئيسة وتغيير مواقع القائمة حاليا، فلم نعد نحتمل سببا آخر للحوادث بعد سبب الزحام، فهل نرى تجاوبا يسر الناظرين؟
الخاتمة:
فوائد قوم عند قوم مصائب.
بقلم / خالد النويس
السبت 18 يناير 2024 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )