د.عسيري : المتسللون من اليمن ينقلون الملاريا إلى المملكة.. و«حمى الضنك» تحت المراقبة

صراحة-متابعات: أكد وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية الدكتور عبدالله عسيري أن من أكبر الأمراض المنقولة بالبعوض إلى المملكة هي الملاريا، والتي تنتقل اكثر ما تنتقل بواسطة المجهولين المتسللين من اليمن إلى المملكة، فيما شدد على مراقبة حمى الضنك بواسطة لجنة تنفيذية، وان لم يتم القضاء عليها بسبب مقاومة البعوض للمبيدات.
وقال الدكتور عبدالله عسيري “: “نسب الإصابة بالأمراض المنقولة تختلف، فالملاريا مثلا محصورة بالمناطق الحدودية خاصة الجنوبية بسبب أن المشكلة منتشرة في اليمن، فانتقالها إلى السعودية خاصة مع الاضطرابات الأخيرة سهل ذلك، واستوطن في بعض المناطق”.
وأضاف: “وزادت نسب الإصابة بالملاريا في السنة الأخيرة في الوافدين وخاصة من المتسللين في المناطق الحدودية، ولكن الملاريا المكتسبة داخل البلد أعدادها قليلة جداً، ووصلنا إلى مرحلة الاستئصال، ولو استطعنا التحكم بالملاريا الوافدة فخلال فترة قليلة ستكون المملكة خالية من الملاريا، وتقريباً عدد المصابين بها يقارب الألفين في المملكة”.
وأكد انه “يوجد غير الملاريا الوافدة الملاريا المستوطنة، وهي بين المواطنين وهي عدد قليل، وبالمناسبة فإن منظمة الصحة العالمية تضع دائماً مقياساً للاصابات، فإن قل العدد تحسب كأنها دولة سليمة، وهي لا تفرق بين الوافدة والمستوطنة، فان تحكمنا بالوافدة استطعنا أن نتحكم بانتشار المرض”.
“حمى الضنك سجل في نجران بعد موسم الأمطار الأخير وانتهى، وسجلت بعض الحالات ايضا في تبوك وانتهت، ولكن المكان الذي هو مستوطن فيه بشكل كبير ولم نستطع القضاء عليه بشكل كبير هي جدة، ومشكلة الضنك أن كثيراً من الدول فكرت في الاستئصال ولم تستطع، لانه من صعوبة القضاء على الناقل، وهو منتشر بكثرة، وهو نوع من انواع البعض الذي أصبح في الفترة القريبة مقاوماً حتى للمبيدات الحشرية، فوجود الناقل والفيروس، يستحيل معها القضاء على المرض”.
“والسبب الثاني ان جدة بوابة للحرمين الشريفين، وكثير من الحجاج يأتون من دول موبوءة بالضنك، ومع وجود الناقل في جدة ادى إلى صعوبة القضاء على المرض مع تضعفها في المحافظة، ولكنه تحت السيطرة”.
“وضع حمى الضنك تحت المراقبة، وهذه الامراض المنقولة بالنواقل لا يمكن التنبؤ متى يكون الزيادة، في اعداد كبيرة من الحالات، وهناك لجان تنفيذية مشتركة مستمرة، بين وزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وعلى مستوى عال جدا وتجتمع بشكل دوري وخاصة في المناطق التي تسجل فيها حالات الضنك، وهذه اللجان تنفيذية وعندها صلاحيات بعلاجات مثبتة ان لديها فعالية في مقاومة المرض، لذلك دائما الموضوع هذا تحت المراقبة وهناك تسجيل يومي للحالات وفحوصات مخبرية تأتي كلها للوزارة ونعرف منها في الخريطة أين المناطق المتمركزة بها”. “من الامراض المنقولة الأخرى مرض الليشمانيا وهو مرض ينقله نوع من الذباب، والذي لدينا في السعودية هي جلدية وتسبب تشوهات في الوجه والأطراف، وهذه الذبابة لها انتشار جغرافي في بعض مناطق المملكة، وأكثر الحالات سجلت في القصيم ولكن فيه حالات تسجل في مختلف مناطق المملكة، وفي بعض المناطق انتهى المرض منها، لأنه وصلنا إلى مستوى الخلو تماماً”.
“هناك أمراض أقل والتحكم فيها سهل مثل البلهارسيا وهو فقط في المناطق الزراعية، وهناك أمراض أخرى لم تصل إلى السعودية مثل الالتهابات الدماغية او حمى شرق النيل، والتي سجلت حتى في الولايات المتحدة ولم تسجل في المملكة”.
“لوجود ناقل معروف لمثل هذه الامراض فمكافحة الناقل هي أهم وسيلة، ومكافحة الناقل ليست فقط عمل البلديات او الصحة او وزارة الزراعة ولكن الناس، وخاصة ان ناقلات الضنك تحتاج إلى كمية صغيرة جدا من المياه، سواء في علبة مرمية او حفرة، وهو يتكاثر بعدها، مما يصعب من عملية التحكم بها، فالطريقة الأفضل والأسرع انه لا يكون هناك أي تجمعات للمياه، حول المناطق السكانية وهذا جهد مشترك بين الجهات الحكومية والمواطنين، خاصة في المنازل التي تبنى، ومن ينام خارج المنزل في المناطق الموبوءة يغطي المناطق المكشوفة من الجسم لأنها تلدغ مباشرة فيها، وهذه طرق بسيطة في مكافحة هذه الامراض”.
وقال “المرض المنقول هو بالناقل، مثل الملاريا او البلهارسيا او الليشمانيا، كل هذه أمراض منقولة بالنواقل، والضنك واحد من أهمها”.
“الاحتفال بالامراض المنقولة يتم سنويا لكن في السابق لا يوجد ذاك الاهتمام الاعلامي وتسليط الضوء عليه، لانه ما كانت الامراض تحظى بنفس الاهتمام الذي تحظى به مثل ما تحظى به الآن، ولكن مع وجود وسائل التواصل الجديدة عجلت باهتمام الناس بها مع وجودها منذ زمن، منذ وجود البعوض والفيروسات”
الرياض