محليات

“مجلس التعاون” يدين الاعتداءات الإسرائيلية على #إيران باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

صراحة – الرياض: شارك معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الدورة الواحد والخمسين لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار ” منظمة التعاون الإسلامي في عالم التغير “، خلال فترة 21 -22 يونيو 2025م، في مدينة إسطنبول بالجمهورية التركية، بحضور وزراء الخارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومعالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

وفي بداية كلمته قدم معالي الأمين العام، الشكر والتقدير للجمهورية التركية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على كرم الضيافة وحسن التنظيم، مثمناً جهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في الإعداد لهذا اللقاء.
كما ذكر معاليه، أن مجلس التعاون بصفته جزءاً أصيلاً في جسد أمتنا الإسلامية الزاخرة بالقيم والمبادئ السامية التي نستلهمها من ديننا الحنيف، يولي أهمية قصوى للعمل الإسلامي المشترك، وهو شريكًا فاعلاً في جهود منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها، وسيبقى داعمًا لمبادئها، ومشاركًا في مساعيها السياسية والاقتصادية والإنسانية، إيماناً بأنها الإطار الأمثل لتوحيد الصف الإسلامي، وبأن وحدة الكلمة الإسلامية النابعة من رؤية موحدة هي ضرورة استراتيجية، لمواجهة التحديات المشتركة.
وأشار معالي الأمين العام، إلى أن أبرز أدوار مجلس التعاون الداعمة لمنظمة التعاون الإسلامي تتجسد في تفعيل آليات التعاون في القضايا ذات الأولوية للعالم الإسلامي، حيث لم ينقطع الدعم السياسي المتواصل، من خلال الجهود المكثفة في القمم الإسلامية الطارئة، ودعم الخطط المعتمدة لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، والدفاع عن حقوق الشعوب الإسلامية في كافة المحافل الدولية، انطلاقاً من مبدأ التضامن الإسلامي.
كما أكد معاليه على أن مجلس التعاون اضطلع بدور مركزي في مكافحة الإسلاموفوبيا، والتصدي لحملات تشويه صورة الإسلام، عبر دعم جهود المنظمة في الأمم المتحدة، وتبنّي قرارات تاريخية تُعزز التعايش والاحترام المتبادل، وامتدادًا لمسؤولياتها تُسهم دول الخليج بدور فاعل في الوساطات السياسية وتسوية النزاعات داخل العالم الإسلامي، بما في ذلك دعم الحوار بين أطراف النزاع، وتيسير التفاهمات الدولية حول قضايا حساسة، من خلال أدوات دبلوماسية رصينة.
وجدد معاليه خلال كلمته، على وقوف دول المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وفتح جميع المعابر لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية وضمان تأمين وصولها بشكل مستمر لسكان قطاع غزة، وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والامتناع عن استهدافهم، والامتثال والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة دون استثناء، مؤكداً معاليه بذلك على قرارات مجلس الأمن 2735، 2712، و2720، التي تنص على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتأمين المساعدات الإنسانية، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
كما أشار معاليه في هذا السياق، إلى إدانة مجلس التعاون للاعتداءات الإسرائيلية على إيران باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة الدول، لا سيّما وأن هذه الاعتداءات تثبت لنا مرة أخرى استهتار حكومة الاحتلال الإسرائيلية ورعونتها وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، مجدداً دعوة المجلس على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي، والتحلي بضبط النفس، وإبقاء قنوات الاتصال والدبلوماسية مفتوحة كمسار وحيد لتفادي الانفجار الإقليمي، ومشيداً بدور الوساطة الإيجابي لسلطنة عُمان في الدفع باتجاه المفاوضات الأمريكية-الإيرانية، داعياً معاليه جميع الأطراف على إعلاء صوت الحكمة والدبلوماسية، وتجنب الانزلاق نحو مواجهة قد تتجاوز حدود الجغرافيا.
كما اختتم معاليه كلمته، بالإشارة إلى أن السياسات المتزنة والرؤى الحكيمة في دول المجلس طالما كانت صمام الأمان في مواجهة اضطرابات السياسة وتقلباتها، وهي الدليل على أن الاستقرار هو نتيجة مباشرة لقيادات حكيمة تُحسن التخطيط، وتتفهم تطلعات شعوبها، وتدير التوازنات بذكاء استراتيجي، فبينما يهلك البعض في أتون الصراعات، تواصل دول مجلس التعاون تقدمها بثبات، وتتحوّل إلى أقطاب اقتصادية ودبلوماسية على الساحة الدولية، وبدلاً من أن تكون منطقتنا ساحة لتجاذبات القوى الإقليمية، يمكن أن نراها أرضًا موحدةً قوية، ومنافسًا حضاريًا واقتصاديًا على الساحة الدولية.
زر الذهاب إلى الأعلى