محليات

رئيس مجلس الشورى: الملك سلمان أرسى عهداً مضيئاً وآرفاً بالأمن

رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتورعبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

 

صراحة – محمد المحسن :  يصادف يوم الثالث من شهر ربيع الآخر لهذا العام ١٤٣٧هـ، الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله – مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، عام مضى أرسى فيه – يحفظه الله – عهداً جديداً مضيئاً آمناً عامراً بالمنجزات التي تتوالى على بلادنا.
لقد عاصر الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ نشأته والده المؤسس الملك عبدالعزيز وتربى في مدرسته – طيب الله ثراه – فتعلم الحكمة وبعد النظر والرؤية المستقبلية، وتميزت شخصيته – أيده الله – بالقوة والحزم في اتخاذ القرار، كما عاصر الملك سلمان بن عبدالعزيز إخوانه الملوك وكان حاضراً دائماً في المشهد السياسي، وقريباً من مركز القرار، مما أكسبه – رعاه الله – الخبرة الإدارية والقيادية.
ومزج الملك سلمان بن عبدالعزيز ذكاءه الفطري، بالاطلاع على تاريخ الجزيرة العربية، وما مرت به من أحداث، مكنته اليوم من الحفاظ على أمن المملكة وجيرانها، متحلياً ببعد النظر في التعامل مع الأمور والتحديات التي تتربص بالأمة الإسلامية، وهو ما تجلى في قراره التاريخي بإطلاق عاصفة الحزم بمشاركة قوات عربية لدعم الشرعية في جمهورية اليمن، ونصرة أبناء الشعب اليمني الشقيق، وهو تحالف عربي، يمهد الطريق لعودة التضامن ووحدة الصف العربي.
وفي هذا العهد الزاهر وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها أمام التحديات التي تواجهها المنطقة، وواجهتها بالقرارات الحازمة كان آخرها قرار المملكة قطع علاقاتها مع إيران، لتضع بذلك حداً فاصلاً للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وهو ما أيدته وباركته العديد الدول الشقيقة والصديقة. وتواصلت جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، إن على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي، وذهبت المملكة إلى أبعد من ذلك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب ضم 34 دولة بقيادة المملكة، وتأسيس مركز عمليات مشتركة بمدينة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب. إن الجهود التي تبذلها المملكة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين جهود ظاهرة لا يمكن النظر لها بمعزل عن سعيها الدائم لتعزيز التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع مختلف دول العالم، يتضح هذا جلياً في الزيارات التي قام بها زعماء الدول الشقيقة والصديقة للمملكة، إضافة إلى استضافة المملكة مؤخراً للقمة الرابعة للدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية، ومشاركات المملكة في اجتماعات قادة مجموعة دول العشرين التي كان آخرها في تركيا.
وفي الشأن الداخلي حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز في مستهل عامه الأول على إرساء مؤسسة الحكم، فجاء أمره الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.
ومن ثم أوكل – رعاه الله – مهمات كبيرة كانت موزعة في 16 مجلساً وهيئات عليا إلى مجلسين هما مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة سمو ولي العهد، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي ولي العهد، واختصر دورة العمل الروتينية لصنع القرار وتطبيقه حرصاً منه – يحفظه الله – على إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، أخذاً بمبدأ التطوير المستمر لأجهزة الدولة.
ودفع الملك سلمان بجيل الشباب لقيادة بعض الوزارات ومؤسسات الدولة سعياً منه – أيده الله – للاستفادة من أفكارهم في التطوير والإصلاح.
إن شعب المملكة ينتظر المستقبل في هذا العهد الزاهر ليرى مزيداً من النجاحات في حل العديد من الملفات التي تمس حياته اليومية، فها هو خادم الحرمين الشريفين يبادر عامه الأول بمعالجة مشكلة الإسكان بالموافقة على نظام الرسوم على الأراضي البيضاء، كما يولي – حفظه الله – التنمية الاقتصادية اهتمامه بإيجاد المحفزات بتنويع مصادر الدخل الوطني من غير قطاع البترول، ويؤسس – رعاه الله – لمرحلة جديدة في بلادنا تشهد فيها مؤسسات الدولة وأجهزتها تحولاً وطنياً ومستقبلاً مشرقاً بإذن الله للوطن والمواطن.
ونحن في مجلس الشورى نؤكد عزمنا على مواصلة الجهود لنواكب رؤية خادم الحرمين الشريفين في التطوير مستلهمين من إرادته – حفظه الله – القوة نحو التطوير، ومن توجيهه السديد ومن مساندته وثقته ودعمه المتواصل نجاحنا.
وختاماً لا يسعني إلا أن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعونه وتوفيقه على حمل المسؤولية، وأن يسدد خطاه على دروب الخير، محققاً لشعبه ما يصبو إليه من أمن وعز ورفاه.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى