محليات

مسؤولون ومؤرخون أوروبيون: العمق التاريخي للمملكة أهلها للقيام بدور رائد في المنطقة

150525-3M

صراحة – الرياض : أكد مسؤولون ومؤرخون أوروبيون أن المملكة العربية السعودية دولة عريقة وذات حضارة ضاربة في جذور التاريخ، الأمر الذي أهَّلها لأداء دور رائد في تعزيز السلام والأمن في دول المنطقة والعالم، وذلك استناداً على تاريخها الممتد وموقعها الجغرافي في قلب العالم وتواصل الحضارات وتعاقبها على أرضها.
وأعربوا عن شكرهم للمملكة العربية السعودية، ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، على جهودها في تعزيز التواصل الثقافي والإنساني عبر إقامة وتنظيم كثير من الفعاليات المشتركة وفي مقدمتها استضافة المتحف الوطني لفعاليات يوم أوروبا بتوجيه من سمو رئيس الهيئة.
وثمن سعادة السفير الألماني السابق لدى مملكة البحرين الدكتور هيربرت لانج جهود المملكة في تعزيز التواصل الإنساني والثقافي بين شعوب العالم عامة وشعوب دول أوروبا على وجه الخصوص.
وقال خلال الندوة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع مندوبية الاتحاد الأوروبي في المملكة يوم الثلاثاء 1/8/1436هـ الموافق 19 مايو 2015 بالمتحف الوطني بالرياض ضمن فعاليات (يوم أوربا) إن معرض روائع آثار المملكة الذي جاب كثيرا من دول العالم للتعريف بحضارتها وتاريخها، يمثل مؤشرا لفهم جديد لحضارة المملكة، وهو نافذة اتاحت لشعوبنا فرصة الاطلاع على عمقها الحضاري والتاريخي ودورها الحضاري عقب الحقب المختلفة.
وتحدث هيربرت لانج عن المستشرق الألماني (جولوس ايتنج) وتتبع رحلته الاستكشافية في الجزيرة العربية خلال القرن التاسع عشر، موضحاً أن جولوس أحد الباحثين في الحضارات الشرقية وهو مستشرف معروف دولياً يتحدث سبع لغات شرقية، وقال إن رحلاته امتدت من الساحل الشرقي للبحر المتوسط لوسط الجزيرة العربية لأكثر من 2600 كيلومتر قطعها بالجمال والخيول.
 وتطرق إلى كثير من قصص الأوروبيين وشغفهم باكتشاف الشرق وحضارتهم منذ قديم الزمان، وقال إن اهتمامهم بهذه المنطقة كان وحتى القرن التاسع عشر الميلادي شبيه بالموضة، وذكر أن المستشرقين والمستكشفين تعرفوا على ثقافة الشرق والجزيرة العربية من خلال الآدب والآثار،  وترجمة كثير من الكتب عن هذه المنطقة، بهدف معرفة عاداتها وتقاليدها وثقافاتها المختلفة، مشيراً إلى ترجمة أدبيات عدة  مثل” ألف ليلة وليلة” وبيعها في الأسواق الأوربية للاطلاع عليها،  وقال إن هناك مسجداً تم بناؤه في ألمانية بهدف تذوق حضارة الشرق والتعبير عنها وليست للعبادة.
وأوضح أن جولوس أيتنج كتب كل مشاهداته خلال رحلته، عن الأمكنة والنقوش على الصخور والكتابات المختلفة، وكثير من العادات والتقاليد الشرقية وثقافة هذه المنطقة، مضيفاً أن جولوس خصص جزءاً من كتاباته عن القهوة العربية ومدلولها في الضيافة والكرم، ودوّن في يومياته تفاصيل رحلته وكيفية سفره إلى تبوك وحائل ومدائن صالح وغيرها من الأمكنة التاريخية العريقة بالمملكة.
تلى ذلك محاضرة قدمها البروفسور لوك شانتر من جامعة السوربون بباريس، سرد خلالها  قصصا عن الحجاج الفرنسيين  القادمين إلى الحجاز خلال الفترة بين 1830و1914، وقدم نماذجاً من الصور التي تحكي رحلاتهم،  وتعرض فيها لعدد من الكُّتاب المستشرقين الذين كتبوا عن الجزيرة العربية، مثل وييبر وجون براكس الذي ربط في كتابته العلاقة التجارية بين الجزائر وبين الجزيرة العربية، واستعرض جانباً من الكتابات والرسومات  والصور التي التقطتها هؤلاء الرحالة والمستكشفون والتي تجسد تاريخ وحضارة الجزيرة العربية وثقافتها في تلك الحقبة.
كما قدم الدكتور ارنود فرولجك، أمين المخطوطات والكتب الشرقية النادرة بمكتبة جامعة ليدن بهولندا، عرضاً عن دور المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورجرونج، استعرض فيه عدداً من وثائقه ومخطوطاته عن الجزيرة العربية بوصفه مصدراً سبق أن تواصل مع السكان المحليين خلال إقامته بمكة المكرمة لبعض الوقت منذ العام 1885م، وقال إن اسنوك  كان باحثاً مشهوراً، واستطاع أن يجمع خلال إقامته في الحجاز معلومات غزيرة عن المنطقة.
وأشار الدكتور ارنود فرولجك إلى أن كتابات اسنوك عن الحجاز وعلى الرغم من الصور التي التقطتها عن المحمل وعدد من المواقع الإسلامية إلا أنها في الغالب لم تعكس اهتمامه بالحج بمثلما كان مهتماً بالشؤون السياسية في مكة المكرمة آنذاك.
جدير بالذكر أن سفير الاتحاد الأوروبي في المملكة آدم كولاخ كان قد افتتح في 7/5/ 2015 بالمتحف الوطني معرض المستكشفين الأوروبيين بالمملكة والذي نظمته الهيئة بالتعاون مع مندوبية الاتحاد الأوروبي في المملكة ووزارة الثقافة والإعلام، ضمن فعاليات الاحتفال بـيوم أوروبا.
واستمر المعرض مدة أسبوع حظي خلالها بإقبال كبير من الجمهور الذي اطلع على صور المعرض التي التقطها الرحالة الأوروبيون الذين وصلوا إلى المملكة العربية السعودية في إطار رحلاتهم حول العالم، كما يذكر أن يوم أوروبا يمثل احتفال الاتحاد بـإعلان شومان الذي حدث عام 1950 والذي يعدّ أول وثيقة رسمية أعلنت ولادة الاتحاد الأوروبي، وسمي بـإعلان شومان نسبة إلى وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان مقدم هذا الاقتراح آنذاك.
سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى