المقالات

مسيار للجادين فقط

بعيدا عن مشروعيته التي أفتى بها علماء الشرع يبقى زواج المسيار واحدا من المواضيع التي تؤرق كثيرا من الرجال والنساء عند ولوج دهاليزه والوقوع في شباك منصوبة من الذين استغلوه في التكسب ومعرفة الخصوصيات والتجاوز إلى نشرها وابتزاز أصحابها فيما بعد.

 

وفي الآونة الأخيرة انتشر الخاطبون ومن ورائهم الخطابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي متسترين بستار الدين والشرف – ومعظمهم أبعد ما يكونون عنه – ليظهروا بمظهر الحريص على جمع رأسين بالحرام (عفوا أقصد بالحلال) فيضعوا شروطا يراها البعض عادية وسهلة ولايمعن في تبعاتها لاحقا ، فيستسهل المتقدم دفع مبلغ بسيط كإثبات لجديته ويسمح بإضافته إلى مجموعات في الواتس تضم مجهولين من الجنسين وأرقاما من الخارج لا يعلم من ورائها وماهو الهدف منها ، ولكي يتم الإمعان في (الخرفنة) والتضليل  يتم التواصل مع المتقدم وإيهامه بوجود الطرف المناسب له ويتم إعطاءه رقما ليتواصل معه بحجة التفاهم مع الشريك المستقبلي الذي يوهم الضحية بموافقته ويطلب منه تحويل بقية المبلغ لمن جمع بينهما في (خير) ، وما إن يتم التحويل إلا ويتحول ذلك الشريك المستقبلي إلى (فص ملح وذاب) ، ومن هنا تبدأ رحلة الألف شكوى والتي لا تسترجع شريكا اختفى ولا مالا دفع ولا خصوصية نشرت .

 

وما يدفعنا للاستغراب هو كثرة تلك الإعلانات عن زواج المسيار ومن يقف ورائها ومدى صدقها، إلا أن الغرابة تبطل عندما نعلم أن هناك من ينجرف – بحسن نية ودون تثبت – نحو هذا المسلك الخطير الذي يمتد تأثيره على المجتمع ككل وليس على المتقدم وحسب، وأن التصدي لهذا الأمر المستفحل يجب ألا يكون مناطا بالجهات الرسمية وحدها بل يجب على المتقدم استشعار المسؤولية ودراسة النتائج المستقبلية قبل الإقدام على ذلك الأمر.

 

الخاتمة:

تثبتوا قبل أن تندفعوا

 

بقلم / خالد النويس

01  يونيو 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى