المقالات

آداب السلف

من الطبيعي أن تمر بالإنسان ظروف طارئة تربك حساباته وتجعله مضطرا للقفز إلى بند الادخار الذي استقطعه من راتبه الشهري بناء على توصية بعض الخبراء الماليين ، وهي توصية لم تؤت ثمارها مع الكثير خاصة في زمن بات فيه ارتفاع الأسعار هو العنوان الأبرز ، وهذا بافتراض أن الإنسان لديه ادخار شهري ، أما إذا لم يكن لديه ادخار أو مصدر دخل مساعد لراتبه فإنه سيكون مضطرا للاستدانة من المقربين له وهذا ما سيحدث له إرباكا في مصروفاته الشهرية .

 

وموضوع الاستدانة ليس عيبا في حد ذاته ، فهو من الأمور التي يحتاجها البعض لتسيير حياتهم ومساندة بعضهم والتخفيف من متطلبات الحياة المتزايدة ، إلا أن البعض من الناس يجهل أو يتجاهل الآداب الواجب اتباعها أثناء طلبهم الاستدانة من الآخرين ، والتي يأتي في مقدمتها معرفة القدرة على الوفاء في الوقت المحدد ، وهذا أمر يستهين فيه الكثير ولا يدركون أنهم يوقعون غيرهم في الحرج بسبب تأخيرهم ، ظنا منهم أن المقرضين مقتدرون ماديا وليسوا في عجلة من أمرهم إن تجاوزت المدة عن المتفق عليه ، وهذا من الآداب التي يجب أن تعلم حتى وإن كان المقرض شخصا مليئا ، فهو أيضا ملتزم بأمور قد يجهلها المقترض .

 

وبما أن المقترض قد حصل على التفريج من العسر الذي لحق به فعليه أن يعكس صورة طيبة عنه لدى المقرض عندما يهم ويبادر إلى الوفاء بالدين حتى قبل حلول أجله إن أمكن ، لا كما يفعله البعض للأسف بالمماطلة والتسويف لمدد طويلة ، وهناك عشرات بل مئات الحالات التي حدثت وتحدث وتنشأ على أثرها المشاكل والقطيعة والتنافر رغم قلة بعض المبالغ ، ولكن النفس البشرية مجبولة على حب المال ، فهو كما يقولون (عديل الروح ) ، بل قد يكون هو الروح في هذا الزمن .

 

وبلا شك فإن هناك أدابا أخرى يجب على المقترض الالتزام بها كاختيار توقيت طلب القرض وعدم طلب مايزيد عن الحاجة وغيرها من الآداب التي من المفترض أن المقترض يعرفها ويلتزم بها أكثر من غيره حتى تسود ثقافة الاقتراض بشكل جميل وتكون عادة معينة على التعاون والترابط لا على التنفير والتباعد .

 

الخاتمة :

الالتزام بالوفاء من شيم النبلاء ولكم الفهم يا قراء

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى