المقالات

أبعدوهم عن مدينتنا

من المعلوم أن أهم الاحتياجات للمدن السكنية هي المساجد والأسواق التجارية والمرافق التعليمية والصحية ، وهذا ما تحرص على توفيره كل مدن العالم لساكنيها ضمن خطط بناء وتطوير المدن والأخذ بالاعتبار النمو السكاني وما يتطلبه من احتياجات خدمية مستقبلية ، وتقل أهمية الاحتياجات بحسب نوع الخدمة المقدمة .

 

ومدينة الرياض من المدن التي شهدت تطورا ونموا ملحوظا على كافة الأصعدة في زمن قياسي ، وهذا ما جعل منها مدينة لا تهدأ في جميع جهاتها الأربع بل وحتى في وسطها ، ويتضح ذلك في كثرة المشاريع وزحمة الشوارع وعدد السكان المتنامي سنويا ، الأمر الذي جعل القائمين عليها يحاولون إيجاد حلول علمية وعملية ملائمة لعدد تجاوز الثمانية ملايين حسب الإحصائية الأخيرة ، إلا أن تلك المحاولات ماتزال دون المأمول ، فكيف بها والتوقعات تشير إلى وصول العدد إلى أكثر من سبعة عشر مليونا بعد ثمان سنوات أي في عام الرؤية 2030 ؟

 

إن ثقتنا كبيرة في العقول التي تفكر في إيجاد الحلول المستقبلية وتعمل على تفعيلها على أرض الواقع بما يتناسب وحاجة المدينة وخدمة ساكنيها وزائريها على حد سواء ، وليسمحوا لنا أن نشاركهم بإعادة طرح مقترح ليس بجديد ولكنه مهم وعملي ، فهناك جهات بالإمكان نقل خدماتها من موقعها الحالي إلى أبعد من أطراف المدينة ، خاصة أن معظم هذه الجهات قد صارت حاليا تتوسط الأحياء السكنية وتشغل مساحة على حساب خدمات أهم ، ومن تلك الجهات على سبيل المثال لا الحصر ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز) ومحطة معالجة المياه بجنوب الرياض ومحطة القطار بوسط الرياض ومعارض السيارات جنوبا وشرقا ، وغيرها من الجهات التي صارت داخل الأحياء السكنية حاليا ، ونأمل أن يتم نقلها والاستفادة من مساحاتها في مخططات سكنية أو مرافق ذات نفع يومي مباشر .

 

وقبل الختام يجب أن نشيد بجهود المجلس البلدي الذي نجح في انتزاع قرار نقل مصنع الإسمنت بجنوب الرياض بعد كثرة أخذ و رد وشكاوى ومعاناة استمرت لسنوات طويلة ، ليبقى السؤال الأهم حاليا وهو : ماهي المنفعة التي ستتحول إليها مساحة المصنع بعد انتقاله ؟

نأمل أن تكون مخططا سكنيا مؤهلا أو على الأقل مرفقا خدميا يخفف من زحام الرياض .

 

الخاتمة :

لا ندعي المعرفة ولكن نشارك الرأي

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى