المقالات

أرقامنا المنتهكة

 

– الاستاذ خالد النويس ؟

– نعم؟

– معك …….. من مؤسسة ……… لكشف تسربات المياه وفحص العداد وتنظيف الخزانات الأرضية، وعندنا حاليا عروض إذا تسمح لي آخذ من وقتك دقائق؟

– أسمح لك لكن قبلها اسمحي لي أسألك: من وين جبتوا رقمي؟

– ما جبناه، هو اختيار عشوائي.

– سبحان الله، وهالاختيار العشوائي اللي من مؤسستين ما جاء إلا بعد ما صار عندي عطل في العداد من شركة المياه الوطنية؟؟؟

– (لحظة صمت وارتباك) أعتذر منك أستاذ خالد وآسفة على الإزعاج … (انقطع الاتصال)

 

تلكم المحادثة الهاتفية أعلاه أتت في اليومين الماضيين وقد سبقها بيومين مكالمة هاتفية مماثلة لعرض الخدمات من قبل مؤسسة أخرى في ذات المجال وأعقبها رسالة على الواتس تحمل نفس المضمون وأرقام الاتصال ، وقد أحسن الظن أن الاختيار كان عشوائيا لو تم ذلك قبل قطع عداد المياه من قبل شركة المياه الوطنية ، إلا أن توقيت الاتصالين يجعل الشك ينسحب إلى خانة اليقين حول كيفية معرفة تلك المؤسسات بوجود شكاوى قائمة لدى شركة المياه الوطنية وكيفية حصولها على أرقام المشتركين المتضررين ولماذا لم تكن تلك الإتصالات والعروض في وقت سابق من السنة ؟ تساؤلات كثيرة مشروعة تدور في أذهان الكثير ممن تلقوا مثل تلك الإتصالات وأهمها: كيف استطاعوا الوصول إلى أرقام من لديهم عدادات مياه مسجلة بأسمائهم؟

 

إن انتهاك الخصوصية الذي حدث سابقا ويحدث حاليا يجب أن يجابه بتدخل من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ومعرفة المتسبب في تسريب أرقام العملاء لدى كثير من الجهات ذات العلاقة المباشرة بخدمات المواطن ومن ثم كشف أولئك المسربين وتقديمهم إلى النيابة العامة بتهمة انتهاك الخصوصية التي كفلها النظام وأفقدت الكثير ثقتهم بتلك الجهات وبالتالي ترددهم في تسجيل بياناتهم لدى تلك الجهات أثناء التسجيل للاستفادة من خدماتهم.

 

خاتمة الكتابة:

قد أكون محقا وقد أكون مخطئا ولكن التصحيح هو المطلب.

 

بقلم / خالد النويس

18 أكتوبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى