أعداء التأسيس

أنعم الله على أهل هذه البلاد بنعم كثيرة وخيرات وفيرة ومواسم فرح متتالية، ومنها ما نعيشه هذه الأيام في ذكرى يوم التأسيس والذي نحتفل فيه للمرة الثانية بعد إقراره، حيث نستذكر فيه الملاحم والبطولات التي قام بها عدد من الرجال الصناديد وقدموا أرواحهم ودمائهم في سبيل قيام ونشأة وطن أصبح اليوم في مصاف دول العالم تقدما وتطورا وازدهارا.

إن الفرحة التي نعيشها اليوم والتلاحم الذي ننعم به والخير الذي نرفل فيه قد أغضب الكثير من القابعين وراء الحدود ، فلم يرق لهم بال ولم يهدأ لهم خاطر وهم يرون هذا الولاء والحب المتبادل والمتنامي بين الشعب وقيادته ، فأخذوا – كعادتهم – في نصب الكمائن للنيل من هذه اللحمة وإفساد الفرحة بشتى الطرق والوسائل المتاحة لهم ، ولعل آخر حيلهم البائسة هي استغلالهم لأسماء جهات حكومية وشركات كبرى وشخصيات مجتمعية والقيام بإرسال روابط تتضمن في ظاهرها تخفيضات وعروض مغرية بمناسبة يوم التأسيس ، وأما في حقيقتها فماهي إلا فيروسات تقنية تخترق الأجهزة الذكية وتلتهم الأرصدة المالية ، خاصة تلك الفئة الغالية من الآباء والأمهات الذين لا يمتلكون المعرفة الكافية في التعامل مع التقنية الحديثة ، فينخدعون بتلك الرسائل ظنا منهم بصحتها ، وهنا يأتي دور الأبناء في مساعدتهم وتنبيههم بعدم التعامل مع مثل هذه الروابط إلا بعد أخذ مشورتهم فيها .

لقد اعتدنا في السنوات الأخيرة على مثل هذه الهجمات الإلكترونية، بل وأصبحت جزءا من كل مناسبة نشهدها وفرحة نعايشها، فلم تعد تلك الهجمات أمرا غريبا علينا، فأعداء النجاح لن يروق لهم ما نحن فيه ويستشيطون غضبا مع كل تقدم نحققه وإنجاز نسجله، ويجب علينا أن نعلم أن ما يحاك ضدنا علنا وسرا ما هو إلا ضريبة النجاح والتفوق والريادة التي استطعنا بفضل الله أن نصل إليها على المستوى العالمي، بينما عجز عنها الأعداء فصاروا في غيهم يعمهون وفي حقدهم يزيدون وفي غيظهم يموتون، وفي يوم تأسيسنا نفرح وهم هناك ينبحون.

الخاتمة:

يوم التأسيس ذكرى وطن فلا تجعلوه ذكرى عروض

بقلم / خالد النويس

الأربعاء  21 فبراير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )