المقالات

أكمل طريقك

 

لا تكاد تخلو حياة أحدنا من منغصات تزعج مزاجه وتكدر صفو خاطره ، وخاصة تلك التي تكون مع بداية الصباح أثناء الذهاب إلى وجهته اليومية ، وما يزيد هذه المنغصات تنغيصا هو ما يشاهده من عدم التجاوب الفعلي للشكاوى التي تزداد يوما بعد يوم ، رغم وجود الأسباب المعينة على تلافيها وحلها خاصة في زمن الرصد والمراقبة والأجهزة الحديثة ، ليدب اليأس في نفسه بعد ذلك في عدم الاكتراث بما يشاهده مهما كان ذلك الحدث .

 

لقد اعتدنا أن نمشي في أي شارع فرعي او حتى رئيسي ولا نفاجأ بالحفر التي ( تزينه ) من أوله وحتى آخره وقد تجمعت فيها قطرات المطر لتزيد من توسعها في الأيام التي تليها وتبقى على حالها إلى أن يقيض الله لذلك الشارع من يرأف بحاله ويجري له عملية ترقيع وشد لإسكات المطالبين بإصلاحه عبر تويتر أو تطبيق الأمانة ، ثم يأتي مشروع جديد في نفس الشارع وفي نفس المكان لتستمر معاناة الإغلاق والحفر والترقيع والزحام والحوادث مرة أخرى ، لذا لا تغضب يا عزيزي لعدم الاستماع لتذمرك وبلاغاتك وأكمل طريقك بابتسامة .

 

وعندما نتوقف عند إشارة المرور نجد من يبعد عنا تلك المنغصات بثقافته العالية وسلوكياته المنضبطة فيلتزم مساره المحدد ولا يأتي من أقصى اليمين متجاوزا طابور السيارات لكي يقف أمامهم بكل أدب ، بل ويحترم الكاميرا المثبتة على الإشارة ويطفئ النور الأمامي ليقوم بتجاوزها قبل اخضرارها بعد أن يلتفت يمنة ويسرة ليعطي الآخرين من الجهات الأخرى حقهم في المرور ويتأكد من عدم اعتراض أحد لطريقه ، فسلامته وسلامة الآخرين من الأولويات التي تعلمها وجعلها سلوكا وثقافة ينتهجها في الشارع ، خاصة أنه يعلم علم اليقين أن جهاز المرور متواجد في كل شارع ويراقب تلك التصرفات إن وجدت ويخالف مرتكبيها بأقصى العقوبات ، وأن دوره ليس منحصر في إقفال المداخل والمخارج أثناء الاختناقات أو الوقوف في زاوية الشارع عند تعطل الإشارات عند المطر أو غيرها من الأمور البسيطة ، فهو لديه من كاميرات المراقبة والرصد ما يغني عن تلقي البلاغات ومباشرتها ، لذلك لا تغضب ياعزيزي لكثرة المخالفات التي تراها وأكمل طريقك بابتسامة .

 

الخاتمة :

استمتع بيومك وابتسم

 

بقلم / خالد النويس

28 يناير 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى