أنا حر
(نعم .. أنا حر في كل ما أريد قوله أو فعله ، وليس لأحد الحق في منعي أو محاسبتي) هذا هو لسان حال البعض من الذين فهموا الحرية حسب أمزجتهم وعقولهم الضيقة ، ظنا منهم أنها تعني الإنفلات والخروج عن كل الثوابت والقيم الدينية والأعراف الإجتماعية دون مراعاة لحرية الآخرين وحقوقهم ، فصار التعدي على السلوكيات والآداب العامة في نظرهم حرية مشروعة وأباحوا لأنفسهم ما يستنكر من القول والفعل .
إن الحرية حق مشروع ومكفول في الدين والنظام بما لا يترتب عليه ضرر أو إلحاق أذى للآخرين ، فهي مؤطره ومضبوطة بضوابط تجعل من الفرد ذا قيمة ومكانة وتعزز فيه الثقة بنفسه فيما يتخذه من قرارات أو تصرفات داخل مجتمعه هو وحده المسؤول عنها ، وهذا ما يجعلنا نرسل رسالة إلى أولئك الذين تجاوزوا الحد واستغلوا الإنفتاح بشكل عكسي ، فعندما نرى شابا يلبس لباسا مقززا ويجر كلبا – أعزكم الله – في مكان عام فقد أساء فهم الحرية ، وعندما نرى فتاة تقف بسيارتها عند الإشارة وتتمايل رقصا وتصفيقا وهي رافعة صوت الموسيقى بشكل مزعج فقد أساءت فهم الحرية ، وعندما نرى رجلا يتطاول بكتاباته على رموز القادة والعلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدين والبشرية أو حتى أحد عامة الناس فقد أساء فهم الحرية ، وكذلك عندما نرى كبيرا زج بنفسه في مواقع التواصل وأقدم على أفعال صبيانية لا تتناسب مع سنه وهيئته فقد أساء فهم الحرية ، فهؤلاء وغيرهم نماذج نراها بين فينة وأخرى تمارس أقوالا وأفعالا ممجوجة وممقوتة من مجتمعنا ذو الحرية المنضبطة والسوية .
ومما يؤسف له إذا صدرت مثل هذه التصرفات من مشاهير وسائل التواصل الإجتماعي وتلقفها صغار الأعمار وحتى صغار العقول ، فهي بمثابة بذرة فاسدة تنغرس في النفس وتكبر معها ، بل وقد تتفرع عنها أفكار أخرى مستقبلا لا تقل فسادا عنها إذا لم يتم تدارك الوضع واجتثاثها من جذورها وتصحيح مفهوم الحرية الإيجابية في العقول .
الخاتمة :
حريتك في بيتك ليست كما هي خارجه
بقلم / خالد النويس
06 يناير 2023 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )