المقالات

أنت لست معلماً

مهنة المذيع أو مقدم البرامج من المهن المهمة التي يحتاجها الاعلام المرئي او المسموع، فهي الأساس التي تقوم عليه البرامج المقدمة من خلال هذه الوسائل ،لست هنا لأقدم شرحاً لمهامه ولما يقوم به، و لكن كان هذا مدخلاً مهماً لأتحدث بصراحة عما يواجه الإعلام من تحديات كبيرة تهدد وجوده ، هذه التحديات اثرت على وسائل الإعلام و كذلك على القائمين فيها واصبحوا تحت ضغطاَ هائل لا يحتمل يشكل مسالة حياة أو موت بالنسبة لهم، فخرجت الأمور عن السيطرة في بعض الأحيان من قبل بعض المذيعين و مقدمي البرامج التلفزيونية بسبب أنهم شعروا أن المشاهدات قد قلت و أن نجومية المذيع قد تتجه الى طريق الافول ، فأصبحنا نرى مذيع يهدد و آخر يقول رأيه و ثالث ينتقد و قد يتحدث أكثر من الضيف بل ويقول رأيه بالموضوع و كأن المشاهد قد يهتم له، لماذا هذا الانفلات بالحيادية و الخروج عن وظيفة مقدم البرامج الحقيقية !!!  لماذا تغيرت أو بالأصح تجاوزت حدود اللياقة في إدارة الحوار مع الضيف أو مع المشاهدين؟ هل هي الشهرة التي كان يطمح لها كثير منهم وقد أصبحت سراب أو ينبوع أوشك على الجفاف، ليعلم المذيعين و مقدمي البرامج أن النجومية التلفزيونية قد ولت و أصبح شخص أقل منهم تعليماً ومكانه أشهر منهم بل و أبرز منهم بكثير، ويجب أن يعوا أن الماضي لا يعود و أن محاولاتهم المستميتة بتصرفات تسيئ لمهنة المذيع أو المقدم لن تجدي نفعاً على المدى الطويل ، لأن العقول تتجدد و ذاكرة المشاهد أو المتلقي قد تتجاوزك في مدة أقصر مما تتخيل ، لذلك لنحافظ ولو على نزراَ يسير من  هذه المهنة التي كانت و على مدى عقود مثالاَ يحتذى به بل و داعمة لبناء مجتمعات وتنوير ثقافات نرى نتاجها اليوم ، للتلفزيون دور مهم جداً في تنمية ثقافة الشعوب فيما مضى ، ويجب ان يعي المذيع أو مقدم البرنامج أنه مرآة للضيف وليس لرأيه او انطباعه الشخصي أي أهمية ليقولها للمشاهد، و أن يعود ليؤدي دوره فقط ليقدم الموضوع ويترك الضيوف يدلون بآرائهم.

 

الكاتب / ابجاد النافل

31 ديسمبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى