المقالات

أنقذوهم قبل الفوات

يسعى كل إنسان سوي إلى تنشئة وتربية أبنائه وفق الأصول والعادات المتبعة والمتعارف عليها في كل أنحاء العالم ، وإن كانت معظمها لا تخرج عما جاء به الإسلام وتعاليمه السمحة ، وأما ما شذ عن ذلك فلا حكم له كما نعلم ، ومن هنا يأتي قلق وتخوف الكثير من الآباء والمربين والمنشغلين بمجال التربية من أن يبدأ هذا الشاذ في الانتشار رويدا رويدا حتى يصبح بعد حين أمرا مستساغا ومألوفا لدى الجيل القادم الذي عاش الانفتاح على العالم بشكل سريع ومخيف .

 

وحينما نتحدث عن الأمور الشاذة فإننا نتحدث عن أمور كنا نظنها قبل سنين مستحيلة الحدوث وأقرب إلى الخيال منها إلى الواقع ، ولكننا اليوم وبكل أسف أصبحنا نشاهدها تتحول من الخفاء إلى العلن وبكل جرأة ووقاحة ، وتحاول أن تفرض نفسها وتأخذ حكم المألوف والطبيعي في مجتمع كان ومازال محافظا على دينه وقيمه وعاداته التي يضرب بها المثل بين العالم أجمع ، فمن كان يتخيل أننا سنشاهد من يتشبه بالنساء في مشيته ولباسه وإطالة شعره بشكل مقزز تنفر منه الفطرة السليمة وتمجه العقول السوية ، بل وتمادى هذا الأمر الشاذ إلى أن أصبح يظهر في وسائل التواصل ويحاول فرض نفسه وأسلوبه على كثير من الأحداث ذوي العقول الهشة ، وكذلك شاهدنا من تخرج شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكأنها رجل بكامل الرجولة وتصل أماكن لا يجرؤ غيرها الاقتراب منها ، لترسل بأفعالها تلك رسائل مبطنة تحث على الجرأة والتعدي على العادات والانعتاق منها .

 

مثل هؤلاء الشواذ عن الأعراف وغيرهم لم يكن لهم ماهم فيه الآن لولا وجود من يدعمهم ويشجعهم على تماديهم سواء من جهات خارجية هدفها إضعاف الوازع الديني لدى المجتمع بشتى الوسائل والطرق وإيجاد جيل مستقبلي يرضى ويتماشى مع تلك الأمور المنفرة ، أو حتى من أفراد في الداخل يتبنون نفس الفكر والطرح بحجة الانفتاح على العالم ومسايرة ركب الحضارة والحرية الشخصية للفرد كما يزعمون .

 

ونحن على ثقة بالله ثم في حكومتنا الرشيدة أنها ترصد وتراقب هؤلاء ومن على شاكلتهم لتضع لهم حدا وتمنع شرهم وتكفي أذاهم وتحمي المجتمع من شذوذهم المستهجن ، وهذه الثقة يجب أن تصحبها مراقبة واهتمام من كل ولي أمر لأبنائه وأن يتحمل مسؤوليته تجاههم ، ولاننسى أن دور التربويين في كل المنابر قد أصبح مضاعفا عن ذي قبل بأن يقوموا بجهدهم في التوعية والتوجيه والتنبيه من تلك الشرور المحدقة وألا يتركوا للإعلام ووسائل التواصل تصدير تلك الصور السيئة على أنها نماذج سعودية وقدوات مؤثرة .

 

الخاتمة :

انفتاحنا على العالم لايعني ابتعادنا عن الدين

 

بقلم / خالد النويس

15 ديسمبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى