اتخاذ القرار
في كل يوم وربما كل ساعة نتخذ العديد من القرارات كبيرة كانت أو صغيرة بسيطة أو مصيرية، حتى يمكننا القول بأن كثير من أجزاء حياتنا سلسلة قرارات واختيارات، وهذه القرارات تتفاوت أهميتها منها ما هو مصيري دون غيره، وفي المقابل هناك قرارات لا يعبأ لها الشخص.
إن اتخاذك للقرار قد يكون إما لصناعة تغيير جديد في حياتك أو لمواجهة مشكلة من المشاكل، وحينما تتخذ أي قرارات قد تضطر لسؤال من حولك من ذوي الخبرات وأصحاب التجارب، وبالتالي فإن المؤثر القوي على غالب قراراتك هو الظروف التي تدور حولك سواء أكانت ظروف داخلية أو خارجية مباشرة أو غير مباشرة، فهي حتما تؤثر فيك وتتأثر بها إما سلبا أو إيجابا، ولكن الشاهد والعبرة من ذلك التحكم في كيفية تأثرك بها
وفي هذا المقال بعض النصائح التي تضمن لك اتخاذ قرارات أفضل وحياة رائعة، حيث سنستعرض النقاط التالية
- استراتيجيات وأنماط، وخطوات، وأساليب اتخاذ القرارات
- موانع اتخاذ القرارات ، وتأثيرها عليك وكيفية التعامل مها
- طرق استخراج البدائل وتحليلها وترتيها حسب الأهمية واختيار البديل الأنسب
ما المقصود باتخاذ القرار؟ تُعرف عملية اتخاذ القرار بأنها عملية تتضمن اختيار حل أو خيار من بين مجموعة الحلول أو الخيارات المتاحة بهدف تحقيق غاية معينة، وهي مهارة عقلية تلعب دورًا مهمًا في الجوانب الحياتية والإدارية والعملية عمومًا، وتعتمد عملية اختيار الخيار الصحيح على وعي ومهارة متخذ القرار، وتعد مهارة اتخاذ القرار إحدى المهارات الوظيفية الأساسية في الشركات والمؤسسات، إذ تقوم أعمالها على اتخاذ قرارات صائبة من قبل أشخاص ذوي كفاءة.
هناك العديد من مهارات اتخاذ القرار الواجب الإلمام بها قبل الإقدام على هذه العملية الهامة، إذ تلعب تلك المهارات دورًا فعالًا في اتخاذ القرارات الصحيحة المُحددة بشكل كبير لنجاح أو فشل المنظمة، لذلك يجب أن يتطلع جميع القادة إلى تعزيز تلك المهارات التي نوضحها بالتفصيل من خلال السطور التالية.
1- القدرة على حل المشكلات
تُعد مهارة القدرة على حل المشكلات من المهارات المطلوبة في عملية صنع القرار، وتتجلى هذه المهارة في اتخاذ صانع القرار قراراته بشكل مدروس نتيجة لاستيعابه مختلف وجهات النظر وفقًا لنوع القرار المتخذ، وأن ينظر بشكل محايد وخالي من العاطفة إلى التحديات والحلول التي تظهر أمامه.
وامتلاك مهارات حل المشكلات مفيدة في التركيز على التفاصيل المتعلقة بالمشكلة، إضافة إلى الفاعلية والسرعة في اتخاذ القرارات.
2- القيادة
امتلاك مهارات قيادية قوية يساعد في تحفيز الموظفين على تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها، وهو ما يعزز من فكرة العمل الجماعي، لذلك يتعين على القائد بناء علاقات وطيدة مع أفراد فريقه وزملائه في العمل، إذ يساعد ذلك على عمل جميع أعضاء الفريق بصورة قوية، وهو ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات فعالة في النهاية.
3- الذكاء العاطفي
يُعد الذكاء العاطفي من المهارات المطلوبة في القائد حتى يستطيع اتخاذ قرارات صائبة، لأن امتلاكه هذا الذكاء يعني أنه مدركًا لمشاعره، ويمكنه التعبير عنها بأفضل طريقة ممكنة، تشجع الآخرين على ذلك أيضًا.
كما أن الذكاء العاطفي يمكن أن يلهم صاحبه حلولًا للتحديات، ويساعده على التعبير عن أفكاره وأهدافه لأعضاء الفريق وزملائه.
4- العمل الجماعي
يلعب العمل الجماعي دورًا في اتخاذ قرار من خلال إبراز مختلف وجهات النظر، لأن من خلاله يتبادل أفراد فريق العمل الأفكار حول القرارات التي يمكن اتخاذها حيال المشكلات التي تظهر.
5- الحدس
يُعد الحدس من أبرز المهارات المطلوبة في عملية صنع القرار، إذ يتعلق الحدس بالثقة في الغرائز، تلك الغرائز التي تخلقها التجارب والدروس السابقة.
وبالتالي يتعين على صانع القرار ربط غرائزه بالإجراءات المحتملة التي يمكن اتخاذها لمعرفة مدى منطقية قراره، وقابليته للتنفيذ.
6- التفكير المنطقي
التفكير المنطقي من ضمن المهارات الرئيسية اللازمة حتى يصبح القرار المُتخذ فعالًا، ويتجلى هذا التفكير في التأكد من مراعاة جميع مزايا وعيوب كل حل ممكن قبل إجراء الاختيار، مع ضرورة الاهتمام بالبيانات المتاحة المتعلقة بالموضوع، حتى يكون لها دورًا هامًا في اتخاذ القرار المناسب.
7- الإبداع
امتلاك صانع القرار مهارة الإبداع، يساعده على خلق العديد من الحلول الفريدة، والمؤدية إلى اتخاذ قرارات صائبة.
ويمكن أن يستفيد القائد من إبداعه في المحادثات التي يجريها مع الموظفين خلال الاجتماعات، فيشجع كل فرد على المساهمة بالحل الذي يراه منطقيًا من وجهة نظره.
ولذلك يُنصح القادة بعقد جلسات أسبوعية لتبادل الأفكار حتى تزداد هذه المهارة لدى الجميع، وهو ما يؤثر بالإيجاب على مشاركتهم في صنع القرار.
8- إدارة الوقت
تفيد مهارة إدارة الوقت عندما تظهر الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة وصحيحة في نفس الوقت، إذ تساعد هذه المهارة على تتبع المواعيد النهائية المهمة، وعلى إبقاء الجميع على علم بالتحديات والحلول، من خلال إطلاعهم على تقارير الحالة.
ففي حال ظهور مشكلات معقدة بالتزامن مع قرارات يجب أن تُتخذ للتو؛ فإن هذه المهارة تعين القائد على اتباع النظام في جميع مراحل عملية صنع القرار
9- المهارات التنظيمية
تلعب المهارات التنظيمية دورًا فعالًا في عملية صنع القرار، لأنها تتعامل مع المشكلة الأكثر أهمية من خلال دورها في إبراز أهمية التحديات والحلول.
ومن فوائد المهارات التنظيمية، دورها في تحديد مهام كل عضو من أعضاء الفريق، وتحديد المواعيد النهائية.
10- ترتيب المهام
إن معرفة المهام الأكثر أهمية والتي يجب إنجازها أولاً هي مهارة رئيسية لا بد من توفرها عند صنع القرار.
11- الحسم
من المهارات الضرورية في صنع القرار، أن يكون القائد حاسمًا، أي يستطيع اتخاذ قرارًا ويلتزم به حتى عندما لا يكون شائعًا أو سهلاً، فيكون واثقًا من قراره وقادرًا على تبريره.
12- التفكير خارج الصندوق
المقصود بالتفكير خارج الصندوق هو القدرة على الاستفادة من الموارد المتاحة لصانع القرار، سواء كان ذلك الأشخاص أو المعلومات أو المال، فيستخدم ما لديه بطرق جديدة ومبتكرة.
13- المرونة
المقصود بالمرونة هي القدرة على التعامل مع التحديات، مع الاستمرار في اتخاذ قرارات صائبة حيالها.
14- القدرة على التكيف
قدرة القائد على التكيف تعينه بصورة أساسية على صنع القرار السليم، إذ يتضمن ذلك استجابته للظروف المتغيرة ومن ثم تعديل خططه وقراراته وفقًا لها.
وهنا لابد لنا التطرق إلى البدائل والخيارات المتاحة لاختيار الأنسب والأمثل من بينها في حدود الوقت المتاح، ومن ثم اختيار إحدى هذه البدائل.
إن الإنسان بطبيعته لا يستطيع الإقدام على فعل أمر دونما قناعة أو سبب يدفعه للقيام بشيء ما. فلعل البعض يسأل نفسه الآن: ما الذي يجعلني أتخذ قرارات أصلا؟ فهناك من يتخذها لي، أو نيابة عني، أو أني لا أستطيع اتخاذها بعد لكن في الحقيقة اتخاذ القرارات جزء هام ومحوري في حياتك ، وذلك لعدة أسباب و منها:
- أن ما تفعله اليوم وكل يوم يغير أفكارك وحياتك بل المجتمع والعالم بأسره، لأن اتخاذ القرار لا يؤثر عليك فقط بل يؤثر على كل من حولك.
- اتخاذ القرار بقوة ووضوح بداية النجاح، بل هو الفرق الأساسي بين الناجح وغيره.
- أن من لم يقرر ويخطط لنفسه فسوف يكون جزءا من خطط الآخرين.
- أن من لم يستطع اتخاذ القرار فحياته مليئة بالأعذار ولا يعتمد عليه.
- إن عملية اتخاذ القرارات هي جوهر عمل الناجحين والقادة والعظماءفكن واحدا منهم.
- عدم اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته فلماذا لا يكون قرارا إيجابيا يصنع فرقا في حياتك.
إن من أهم العوامل التي تساعدك على اتخاذ قراراتك وبناء ذاتك الدورات التدريبية اذ تكسبك مهارات قوية لاتخاذ القرارات والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات.
ختاماً قد يندم أحدنا على اتخاذه بعض القرارات، وقد يندم لعدم اتخاذه بعض القرارات الأخرى، الأمر الذي يؤكد لنا أن القرارات نقطة فاصلة ما بين النجاح بكل معانيه الرائعة و أحيانا الخسارة او الفشل
لذا اتخاذ القرارات سوف يؤثر على حياتك المهنية بكل مساراتها.
يقلم / م.عبدالله السويلم
السبت 24 فبراير 2024 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )
