المقالات

ارتفاع غير مبرر

 

لا شك أن استغلال الفرص يعتبر من الذكاء التجاري للوصول إلى تحقيق الربح وهذا شيء متعارف عليه لدى المشتغلين بالتجارة، إلا أن هذا الاستغلال يعتبر سيئا إذا كان مبنيا على حاجة الناس وتوفر السلع ووجود الدعم والتسهيل الحكومي.

 

وكما يعلم الجميع بأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وأصبحت تشكل تخوفا من ارتفاع السلع الأساسية التي تدخل في مكوناتها المواد المستوردة من هاتين الدولتين كالقمح على سبيل المثال، والسؤال الذي يطرأ على البال: إذا كانت تلك السلع قد تم استيرادها قبل الأزمة وبكميات كبيرة فلماذا يتم رفع أسعارها حاليا؟ هذا السؤال ينسحب أيضا على السلع المحلية التي تأتي مكوناتها من أرضنا وتنتج في مصانعنا، هل هي أيضا تحت تأثير الاقتصاد العالمي ؟

 

إن ارتفاع الأسعار – وخاصة مع حدوث أي كارثة في أقصى العالم أو حتى اقتراب أي مناسبة محلية – يجعلنا غير مقتنعين أبدا بذريعة ارتفاع الأسعار عالميا، بل ويجعلنا نشك في تعمد بعض التجار والشركات في استغلال حاجة المواطن والتذرع بهذا العذر الذي أصبح الشماعة التي يعلق عليها كل ارتفاع، خاصة مع تهاون ملحوظ وقلة رقابة وعقوبات صارمة من وزارة التجارة على أولئك الاستغلاليين.

 

إن وزارة التجارة تبذل جهودا مميزة ومشكورة لمكافحة ارتفاع الأسعار إلا أنها جهود تحتاج إلى جولات مكثفة وعقوبات رادعة تبدأ من أكبر الشركات والتجار ولا تقف عند صغارهم فقط، لكي تعيد الأسعار إلى مستوياتها المعقولة وتنشر الطمأنينة في النفوس وتعيد الثقة بأن الأمن الغذائي خط أحمر لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه تحت الذريعة المتكررة ( كل شي ارتفع ) .

 

الخاتمة:

التكسب على حساب حاجة الناس تجارة كاسدة .

 

بقلم / خالد النويس

30  سبتمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى