المقالات

اضطراب الرصانة

الكون البشري عبارة عن متضادات غير متساوية وغير قابلة للاندماج في ضل كثير من الظروف فالخيارات المتاحة إما جانب او الجانب الأخر ومن اتجاه ظروف أُخرى فهناك خيارات إما جانب او الجانب الأخر او بناء عملية الاتزان بين الجانبين ولا مكان للحياد على أي حال. المتضادات واضحة في خياراتها الجاهزة فهي (إما) و(أو)، ولكن الاتزان هي عملية بناء بين أثنين وتحتاج الكثير من الوقت والجهد والتفكير والتحليل وخلفية معرفية وقدرة وعي عالية ليتجنب المبالغة الهادمة او الانحدار المأساوي. وهذا ينطبق على كل شؤن الحياة على حدٍ سواء في الشؤن الاجتماعية، التجارية، العلمية، العملية وغيرها. ومن هنا اوجدت مصطلح اضطراب الرصانة حيث يحاول الإنسان جعل الأمور متزنة بين المتناقضات ولكن سرعان ما يضطرب ويفقد ادراكه للأمور وينحى منحى خارج الأُطر المحدد الذي يجعل القضية في خدمة الإنسان وتسهيل حياته ودعمها معنوياً إلى نظريات لا تتعدى الذائقة الشخصية المؤقتة والتي لا تخدم شخصها بعينه على المدى المتوسط والبعيد. وفي أكثر المتناقضات شيوعاً هي الجوانب الحقوقية للفرد والمجتمع، حيث كل فئة عمرية وجنس يطالب بحقوقه ولا عجب فلطالما تطورات الحياة مستمرة فالنظريات الحقوقية واردة باستمرار لطالما كانت تخدم في ضل تسهيل الحياة الإنسانية وتتفق مع القانون في جميع جوانبها ولكن الوصول إلى مرحلة حقوقية بنقد التعاون الأُسري المقدم بكل حب وتكاتف تحت بند (لا تربون اطفالكم على تقسيم الوظائف الاجتماعية)!! هنا خرج النظام الحقوقي من اُطر الإنسانية ودخل في محور العدوانية هنا مثال واضح وصريح على “اضطراب الرصانة”، الأسس القاعدية التي تعتمد عليها الرصانة هي “الفهم الدقيق” لكل قضية هناك سلوكيات ودّيه وهذه نابعه من الروح الإنسانية بكل حُب بل يستمتع من يقدم هذا السلوك ويكون سعيد أكثر من الشخص المقابل، وهناك سلوكيات فُرضت قصراً خارج الرغبة والفرق بين الإثنين واضح، وواضح ايضاً أي قضية يجب أن يفتح باب النقاش فيها. وليس من السيئ أن نجد البعض مضطرب بالرصانة لأن وجودهم يُمَكننا من معرفة أسباب هذا الاضطراب والتوعية فيه وتجنبه وإعادة تنظيم أركان الفهم. نتعلم ونجد النقاط البيضاء في الدوائر السوداء.

 

بقلم / عهود الغامدي

19 سبتمبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى