المقالات

اغتيال الخليفة المأمون

يفرح سكان الحي عندما يشرع العمل في إيصال أي خدمة أو منفعة للحي لتجعل منه مكانا جاذبا ومريحا للعيش ، وهذا ما تحرص عليه أمانة منطقة الرياض عبر إشرافها ومتابعتها لوصول الخدمات الضرورية لكل حي سكني داخل نطاق الرياض ، ولأن الرياض بحجم دولة كان لزاما توزيع عمل الأمانة إلى بلديات فرعية وتقسيم المهام عليها والإشراف عن قرب على المشاريع الواقعة ضمن حدودها .

 

ولعل من السلبيات الكبيرة جدا هو ما نراه من مشاريع جديدة تبدأ بوضع الحواجز الخرسانية لتبدأ معها معاناة أهل الحي في ازدحام وإقفال شوارع رئيسية وحوادث سيارات وهبوط أرضيات وخسارة محلات تجارية ، وما إن تقترب بوادر الانتهاء من المشروع إلا وتباغتها حواجز خرسانية أخرى لا تبعد سوى أمتار قليلة من الموقع السابق ، ولا أظنك تستغرب عزيزي القارئ خارج الرياض فالوضع في منطقتك مشابه تماما لما ذكرت ، بل وربما نتفوق عليكم في أننا ننعم بإقامة عدة حفلات صاخبة (عفوا حفريات متعبة) في نفس الشارع وفي نفس التوقيت ، وأحيانا يعود الحفر في ذات الموقع لأكثر من مرة ، وهذا ما يشهده شارع الخليفة المأمون بالرياض والذي تم اغتياله عدة مرات في رأسه وخاصرته ورجليه ، ولم تنفع معه عمليات التجميل ومحاولات الترقيع لأن اغتياله مازال مستمرا حتى اللحظة ، بل وطال الاغتيال الشوارع المحيطة به والحارات المجاورة ، فصوت الآلات لا يهدأ وغبارها يملأ البيوت القريبة وآثار طعناتها في جنباتها بارزة .

 

نعم ندرك أن تلك المشاريع هي لخدمة ساكني الأحياء التي يمر بها الخليفة المأمون ، وفي المقابل يجب أن تدرك أمانة الرياض أن تلك المشاريع قد طال وقتها وزاد ضررها وتأخر نفعها رغم كثرة النداءات والمطالبات لإيجاد حلول سريعة وناجعة ولكن يبدو أن الأمر أقوى من أن تستطيع بلدية الشفا الفرعية التعامل معه رغم وقوعها على خط (الالتواء) بالخليفة المأمون ، ولم يبق لنا أمل بعد الله إلا سمو أمين منطقة الرياض ليقف على هذا الاغتيال ومن يتسبب فيه في نفس المكان وفي نفس الزمان .

 

الخاتمة :

نرجوا ألا يطال اغتيال الخليفة المأمون شوارع أخرى .

 

بقلم / خالد النويس

10 فبراير  2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى