المقالات

الأيادي المكبلة

تتزايد الالتزامات الحياتية يوما بعد آخر وتتنوع متطلبات الناس بين الضروري والكمالي، وبين هذا وذاك ظهرت لنا حلول تمويلية سهلت على الكثير اقتناء منتجات متعددة بعيدا عن انتظار الرواتب التي يعتمد عليها غالبية الموظفين في تدبير المتطلبات المتلاحقة.

 

والحلول التمويلية ليست وليدة هذا الزمن بل هي معروفة منذ أزمان بأساليب وطرق مختلفة وتتجدد في كل حين ، ولعل آخرها ما ظهر من تطبيقات إلكترونية جعلت كل شيء متاحا عبر أقساط شهرية تسدد على ثلاث أو أربع دفعات ، وهذا ما جعل الكثير يقبل عليها رغبة في الحصول على ما يريد من ضرورات حياتية أو كماليات استهلاكية ، ومن هنا يبدأ طريق تكبيل اليدين اللا شعوري ، فظاهر هذه التطبيقات تسهيل الحصول على المنتجات لجميع شرائح المجتمع ، إلا أنها في حقيقتها استنزاف غير مباشر لكل ريال في جيب الموظف الذي يحاول قدر المستطاع ادخار شيء قليل لقادم الأيام .

 

ولا شك أن تلك التطبيقات قد وفرت معظم الخدمات التي يحتاجها الفرد بل وحتى التي لا يحتاجها، ولم يبق إلا تقسيط الزواج – كما يقول أحد الزملاء – في إشارة إلى استحواذها على كل شيء ، ولكن هذا التوفير أمر يجب أن يتنبه له كل من أراد أن يتعامل معها وبخاصة في السلع الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيل اقتنائها لحين توفر قيمتها النقدية كاملة ، ولعلنا نستفيد من تجربة مواطني إحدى الدول القريبة الذين سبقونا في هذه الحلول التمويلية وكيف أصبحت رواتبهم تذهب لسداد شكليات كان الندم نتيجتها في النهاية .

 

الخاتمة:

(عقلك في راسك وتعرف خلاصك)

 

بقلم / خالد النويس

الخميس 08 فبراير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى