المقالات

الخيبة الخذلان .. الخيانة

الخيبة الخذلان

الخيانة

حياة الكيان البشري مليئة بالأسرار التي ولا زال الفكر يبحث فيها، ومنها دائرتين مصيرية في حياة الإنسان

دائرة الغيبية التي ليس للإنسان يد بتغيرها ودائرة المعلوم التي تُبنى مما صنعه في حياته هذا الكيان البشري وكل دائرة يرتبط بها عوامل لا ظواهرية من الروح حيث الغيبية يرتبط بها الأمل والمعلوم ترتبط به الثقة.  خيبة الأمل هي تحطيم الآمال المرتبطة بالأمنيات الغيبية والخذلان هو انكسار الثقة بالأخرين. الأمل بُنيَ من أمنيات فَكر فيها الشخص وتصورها مع نفسه في وحدته وخياله، الثقة بُنيت من مؤشرات رآها وسمعها وشعر بها من الأخرين وترجمها في واقع حاضر وملموس. في تجاوز الخيبات والخذلان تحت بند العوامل النفسية والذهنية هي “بالخلاص المباشر” وهو أن تعطي الألم والحزن حقة وتُعبّر بما في داخلك لمن يروق لك مجالسته ولا تتكبد عناء التظاهر أمام الأخرين أنك بخير واكتفي بالصمت والعزلة مخاطباً نفسك عن حب الحياة وأهمية توسيع دائرة وعي حب الحياة والاستحقاقية وتحرر من الألم من خلال حوارك مع ماهيتك المقدسة وبنظرك للألم بعين صاغرة عند ذاتك العظيمة وستُشفى تدريجياً، لأن هذا النوع من التظاهر هو “دفن” ومنه تدخل في بؤرة التراكمات التي لا علاج لها إلا أحد الأمرين‘ الأول عزلتك في صمت والتأمل والبحث مطول في فوأدك وعقلك الباطني في شبكة العقل للوضع الافتراضي التي لها صلة بالذات إلى أن تجد وتحدد ما يضنيك ومن ثم توجيه نتائج البحث الباطني إلى شبكة البروز الحسي العقلاني لتعطي ردة فعل وإدراجها تحت تحليل الشبكة العقل التنفيذية والتي ستعطيك نهاية الحل والتجاوز وبداية “الخلاص”. والثاني هو التجاهل وجعل كل الانهيارات تتراكم إلى أن تصبح رُكاماً ثقيل ثم تنفجر عند أبسط موقف لا يستحق كُل هذا الاندفاع منك مما يجعل محيطك متوتراً وتخسر هدوء نفسك وعلاقتك وتكسر روابطك الاجتماعية بسبب عدم الاستقرار والاتزان النفسي المؤثرة على سمعتك العامة. ولذا نعود إلى نقطة البداية أعط حزنك وألمك حقه ولن تضطر إلى هذه الخيارات وقبل أن تُقَسِم حقوق انهياراتك “كُن حذر” من الوقوع بالانهيارات. سؤال سيعبر الذهن، إذا كانت الخيبة تحطم أمل بما في الغيب وكان الخذلان انكسار ثقة بالأخرين وإذا كان الأمل أمنيات من الخيال وكانت الثقة ترجمة مؤشرات أمان من الأخرين، ماهي الخيانة؟ هي أعظم من الإثنين بل هي جحيم من بعد جميع أنواع الخيبة والخذلان هي كلمة وعد سمعتها بأذنيك من لسان خصيمك مُدعي الوفاء فخان ما وعدك به وجعل منك لا شيء وجعل من نفسه محتال دوني المستوى والأخلاق ولكنه حصل على ما يريد على أي حال وكنت الضحية. لم تكن آمال بالغيب ولا ترجمة مؤشرات من خلالك هذه المرة، بل كانت من خلال خصيمك هو من أعطاك الأمان ولست أنت من ظنيته. وكانت هذه القاضية، أعتذر وأخجل من نفسي أن أعطيتك علاج للخيانة وكأن الأمر بسيط! ولكن لا بأس عابرة.

 

بقلم / عهود الغامدي

24 أكتوبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى