المقالات

الوعد مع سعد

حرب طرد الدبلوماسيين :- طرد الدبلوماسيين ليس بالأمر الجديد بل هو قديم قدم البشر وكان أي وفد يذهب في مهمه لدوله أخرى يسمى بعثة دبلوماسية. وجود البعثات أو السفارات وتبادل السفراء هو اتفاق بين دولتين وتحكمه أنظمة دوليه متفق عليها وخاصه بين الدول وهنالك اتفاقية فينا عام ١٨١٥م لتعيين مراتب الدبلوماسيين و اتفاقية لاشابل في هافانا  عام ١٩٢٨م . قبل أن يرسل أي سفير لأي دوله لابد من إرسال سيرته الذاتية لتطلع عليها الدولة المضيفة ويسمى بالأستمزاج فممكن قبوله أو الاعتذار عنه . لذلك ينظر إلى أعضاء السفارة من سفيرها الى خفيرها من قبل الدولة المضيفة أنهم جواسيس لذلك مهمة السفير هي تزويد دولته بكل المعلومات التي تحتاج إليها سواء سريه بالحصول عليها من مصادر خاصه أو المصادر المفتوحة . وتعرف كل دوله أن هنالك موظفين من جهاز المخابرات بعضهم معرف لديهم والمسمى بمكتب الاتصال. ويعتبر ذلك حق مشروع مالم يخل بأمن الدولة المضيفة. وبعضهم غير معرف يدخلون الدولة بغطاء دبلوماسي . لذلك طرد الدبلوماسيين العشوائي هو أنهم غير معرفين لذلك الدولة المضيفة تتتبعهم وتتعرف على نشاطات الدبلوماسيين وسلوكهم وهذا حق مشروع للدولة المضيفة للحفاظ على أمنها . بل أن أي دوله مضيفه تكتشف أن أحد مواطنيها يتعاون مع أي سفاره بطريقه سريه وتزويدهم بمعلومات مهمه فأنه يعامل كخائن وربما يتعرض لعقوبة قد تصل للإعدام. إذاً ما يتم الآن بين روسيا وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي من حرب طرد الدبلوماسيين هي تعتبر جزء من الأزمة وحرب مؤثره في العلاقات الدولية وقطع الطريق لوصول المعلومة للعدو. وهذا أيضاً حق مشروع لأي دوله. عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية . بدأت العقوبات على روسيا ومن ضمنها طرد الدبلوماسيين الروس من قبل الامريكان والاوروبيون. وردت روسيا بطرد دبلوماسيين أمريكان وأوروبيين من مبدأ المعاملة بالمثل. لكن الامريكان المتغطرسون  يرون أن من حقهم طرد الدبلوماسيين من المنظمات الدولية وخاصة التي تقيم على أراضيها مثل الامم المتحدة والتي أقدمت أمريكا على طرد دبلوماسيين روس في الأمم المتحدة وهنالك مطالبات باستبعاد روسيا من  هيئات ووكالات دولية فنية متخصصة تابعة للأمم المتحدة لا علاقة لها بالسياسة والأزمة حتى وصلت إلى كرة القدم وهذا تناقض كبير ويخالف مبدأ عدم تدخل السياسة في الرياضة . بل وأجبرت أمريكا دول الإتحاد الأوروبي لطرد الدبلوماسيين الروس بالرغم عنهم . الآن لم يعد هنالك أعراف أو قوانين دوليه يمكن  الالتزام بها وخاصة من الدول المتغطرسة . هل تقوم أمريكا و أذنابها المغلوبين على أمرهم بإلغاء الحصانة الدبلوماسية أيضاً وتصبح تعتقل وتسجن من تريد من الدبلوماسيين غير المرغوب فيهم؟ إنها شريعة الغابة التي تستخدمها أمريكا. لكن نقول للأمريكان على رسلكم. لم يعد هنالك نظام عالمي تقوده دوله واحده. نعم أمريكا قوه لا يستهان بها. ولكن أصبح هناك لاعبون كثر وقوى ناشئة شابه طموحه تسابق الزمن في إثبات وجودها وقوتها ومشاركتها في نظام عالمي جديد تقوده روسيا والصين في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وخاصةً بعض دول الخليج مثل السعودية. لقد قالها الرئيس الفرنسي ماكرون ( إن أمريكا وأوروبا سيتراجعون وستختفي قوتهم وسيطرتهم ) . إذًا ليس لحرب طرد الدبلوماسيين إلا حق المعاملة بالمثل وبنفس والعدد وبنفس المراتب والمناصب والبادئ أظلم.

 

الدكتور / سعد عبدالعزيزالعوده

أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات

٢٠٢٢/٤/١ م

زر الذهاب إلى الأعلى