المقالات

الوعد مع سعد

الاحتواء والذكاء :- الإتحاد السوفييتي السابق والنظام الشيوعي من أشد أعداء الاسلام . فقد عانا المسلمون في روسيا و في جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت تحت النظام السوفييتي منذ بداية القرن الماضي من القتل و الاضطهاد والتعذيب والتهجير والتهميش وكانت السعودية من أهم الوجهات التي فر إليها المسلمون في تلك الجمهوريات للحفاظ على دينهم وانفسهم وكانوا موضع ترحيب بل واصبحوا مواطنون خدموا دينهم وقادتهم ووطنهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم السعوديين . يتمتعون بحسن الخلق وطيب الجيرة والأمانة والصدق فقد جاورتهم و زاملتهم . ونعم الجيران ونعم الزملاء .
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام ١٩٩١ م واستقلال معظم جمهوريات آسيا الوسطى خف اضطهاد المسلمين وسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية . بعد ذلك اندلعت حرب الشيشان عام ١٩٩٤ م وامتدت الى عام ١٩٩٦ م وتم القضاء على المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة الذين اتخذوا الاسلام واجهة لتحقيق أهدافهم . بعد ذلك استقرت الشيشان . الرئيس بوتن رجل ذكي ويعرف تأثير المسلمين في كل بلاد يقيمون فيها وراقب أوضاعهم جيداً في اوروبا وخاصه في بريطانيا التي وصل المسلمون فيها الى مقاعد البرلمان البريطاني ورؤساء بلديات في مدن كبيره مثل لندن ومانشستر . في عام ١٩٩٠ م استأنفت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية قبلة وقائدة العالم الاسلامي والجمهورية الروسية . بوتن احتوى المسلمين في روسيا وبنى اكبر مسجد في الشيشان وسمح بإقامة محاكم إسلامية وسمح لهم ايضاً بالمشاركة السياسية والاقتصادية . ويشاركهم دائماً في مناسباتهم واعيادهم مما جعله محبوب لدى المسلمين . عندما اندلعت الحرب في اوكرانيا وبدأ الامريكان في جلب الجماعات الإرهابية داعش واخواتها من العراق وسوريا الى اوكرانيا للقتال ضد الروس . توجه بوتين الى المسلمين في روسيا والشيشان واجتمع بهم وقال لهم أن المختبرات البيولوجية الموجودة في اوكرانيا التي يستخدمها الآن الامريكان هي موجهة ضد الاسلام والمسلمين وضد قبلتكم في مكة المكرمة . فهب مسلموا الشيشان للقتال في اوكرانيا جنباً الى جنب مع القوات الروسية والشيشان لديها قوات مغاوير خاصه قل ما يوجد مثلها في العالم . نعم لقد نجح بوتن في الاحتواء بينما يواجه العالم الغربي فشلاً ذريعاً في احتواء المسلمين في دولهم وتزايد العنصرية ضد الاقليات المسلمة. الكل شاهد ذلك النكرة الذي حرق القرآن الكريم في السويد في مكان عام بحماية الشرطة السويدية فقط لأثارة المسلمين والحوادث العنصرية ضد الاسلام والمسلمين في أمريكا واوروبا كثيرة لا تعد ولا تحصى ولم تقم حكومات تلك الدول بمحاربتها أو تجريمها. الاحتواء فن وذكاء سياسي يتطلب حكمة لا يمتلكها الغرب. يفرضون أجندتهم وايديولوجيتهم على العالم من خلال الامم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان ولا يقبلون بالرأي الاخر والنقد. لكن المسلمون ولله الحمد في قوه وتكاثر بدخول الالاف من شعوب هذه الدول الى الاسلام مما سبب الرعب والارتباك في صفوف العنصريين قاتلهم الله( وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

الدكتور / سعد بن عبدالعزيزالعوده
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
٢٠٢٢/٤/٢٥ م

 

زر الذهاب إلى الأعلى