مقال الدكتور / سعد العودة .. “الوعد مع سعد”
أطفال الحروب :- كل شيء فكر فيه وخطط له المجرمون القتلة الذين غزوا واحتلوا العراق وسوريا وليبيا واليمن وقتلوا ونهبوا وهجروا واغتصبوا معظم هذه الشعوب ولكنهم لم يفكروا او يضعوا في الحسبان لمن كانوا يراقبونهم ودموعهم تنهمر من عيونهم . ماذا يتوقع الروس والامريكان والاوروبيون والاتراك والفرس ودويلة قطر وداعش وحزب اللات والحوثيين والجحش الشعبي وجماعة الاخوان المتأسلمين وحركة حماس وباقي المنظمات والميليشيات الارهابيه من اطفال شهدوا ابائهم يقتلون امام اعينهم ماذا يتوقعون من اطفال شهدوا امهاتهم يغتصبن ويقتلن امام اعينهم ماذا يتوقع هؤلاء البرابرة من اطفال يشاهدون اخوانهم يشنقون ويعزر بهم امامهم ماذا يتوقعون من اطفال يشاهدون اخواتهم يغتصبن وينكل بهن امام اعينهم ماذا يتوقعون قاتلهم الله من اطفال حرقت ودمرت منازلهم امام اعينهم ماذا يتوقعون من اطفال يشاهدون مدارسهم تدمر ويحرمون حقهم في التعليم مثل قرنائهم في العالم ماذا يتوقعون من اطفال احرقت وكسرت العابهم امامهم ماذا يتوقعون من اطفال اجبروا على النزوح بالقوه ليعيشوا في خيام وعشاش من قش وكراتين تحت المطر والبرد والحر . ماذا يتوقعون من اطفال يداسون وتهان كرامتهم ويتم التحرش الجنسي بهم . هل نسي العالم المجرم ماذا سيصبح هؤلاء في المستقبل ام اخذتهم العزة بالاثم والقوه مقابل الضعف . لقد شائت الصدف ان التقي بطبيب إنجليزي من اصل هندي في مستوصف الحي الذي اسكن فيه في مدينة إكستر في بريطانيا وقال لي لقد ذهبت متطوعاً في حملة اطباء بلا حدود واخترت احد مخيمات اللاجئين السوريين في دوله عربيه ومكثت فيه تسعة اسابيع . يقول لقد شاهدت اموراً يشيب لها الرئس . لم اكن اتوقع ان تكون هذه المخيمات بهذا السوء والفوضى والظلم والجوع والعوز والاهانه وغياب الضمير حتى من المشرفين المسؤلين عن المخيم . بيع مخدرات واسلحه ودعاره وكل مايخطر على بالك من فساد واختلاس الاموال حتى من موظفي الامم المتحده . يقول كنت اتحدث مع الاطفال الذين يأتون الى المركز الطبي واسألهم ماهي امنياتكم فكانت اجوبتهم واحده اريد ان اكبر وانتقم اريد ان اقتل واحرق بشار الاسد والرئيس بوتين والرئيس اوباما والرئيس اردوغان وروحاني وحكام قطر واريد ان احرق بلدانهم وشعوبهم . يقول كانوا يتحدثون الي ودموعهم كالجمر على وجناتهم . يقول كنت ابكي معهم خاصه مع الفتيات . هنا اعيد السؤال ماذا يتوقع هؤلاء المجرمون من هذا الجيل الحاقد المظلوم الذي سيكبر بعد عدة سنوات وقد فقد كل شيء في الحياة الاب والام والاخ والاخت والعم والخال والاقارب والتعليم والحياه الكريمه وهو يرى ظالمه متمتع بملذات الحياه واطفالهم يعيشون الحياه الطبيعيه . ويقسم الرجل وهو ليس له علاقه بالسعوديه فهو من اصل هندي ولم يزور السعوديه في حياته ان بعض الاطفال يتمنون انهم ذهبوا للسعوديه للجوء هناك لأن السوريين الذين ذهبوا الى السعوديه لم يوضعوا في خيام ويعيشون معززين مكرمين ويعملون ويدرسون ويلعبون ويتعالجون وحتى في مخيمات اليمن أمّنت السعودية لهم المدارس والمستشفيات والاعاشة ولم يجبرهم احد على عمل اشياء لايرغبون بها كما هو الحاصل معنا هنا. ويقول الطبيب لقد سألت زملائي الذين توجهوا الى مخيمات في دول عربيه اخرى وكانوا يحكون لي نفس المعاناه التي يواجهها اقرانهم الاطفال هنا . ( من هجرني من اجبرني ) ( من عذبني من قتلني ) . اين حقوق الانسان اين من يدعون الى السلم والسلام والحريات انهم هم من قتل وشرد وهجر واغتصب . إن غداً لناظره لقريب . وفرج الله قادم . إن الله يمهل ولايهمل .
الدكتور / سعدعبدالعزيزالعوده
٢٠٢٠/١٢/٢٢ م
