المقالات

عنز عند طبيب الأطفال

في يوم من ايام دراستي الجامعية بالرياض، اضطررت لزيارة مركز طبي اهلي للكشف على ابني عادل –رحمه الله- وكان في السنة الأولى من عمره. ودخلت عند طبيب الأطفال وكشف عليه ثم اخرج الوصفة وكتب العلاجات وقدمها لي بكل صمت ولم اسمع منه شرحاً لحالة ابني ولا شرحاً لهذه الادوية ماهي؟!!! طبعاً لا يعرف أني وقتها طالب بكلية طب الاسنان… صدمت وسألته يا دكتور وش فيه ولدي؟؟ وأيش هذي الادوية؟  احسست وقتها وكأنه يتعامل مع بهائم وليسوا بشراً.. وليس لهم حق أو فائدة من شرح نوع المشكلة المرضية أو معرفة ماهي العلاجات التي تم وصفها له !!!!!!!!

تعلّمنا – وخاصة في مرحلة الماجستير- أن الاستماع والتواصل الراقي والفعّال والاحترام للمراجعين من أساسيات الخدمة الصحية العلاجية، حتى أني كنت استمع للمرضى وهم على كرسي الأسنان ومن أول كم كلمة اعرف المشكلة التي يعاني منها سواء تسوس أو التهاب جذور أو التهابات لثة وغيرها، ولكني كنت اعطيه الفرصة ليكمل الوصف والمعاناة التي يعانيها حتى ينتهي تماماً ، وهي نفس القصة تتكرر علينا لكثير من مراجعي العيادة ولكن – وكلمتي لزملائي في مهنة الطب- اجعله يكمل قصته وتفاعل معه، ولا تقلل من حجم الالم أو المعاناة لأنه بذلك الشعور  وكأنك تصمه بالمبالغة أو تعظيم أمور صغيرة فيحس بالمهانة الداخلية بطريقة غير مباشرة.

ومما يعجبني أن كليات الطب الحديثة انتبهت لهذا الشأن وخصصت منهجاً في فن التواصل مع المرضى وتدريس منهج حول patient –doctor relation واتمنى أن تكون جميع الكليات الطبية الأخرى أخذت بنفس المنهج، وأختم بأحد أقاربي من سنوات عديدة ترك علاج أسنانه المجاني وسافر للعلاج في الخارج والسبب أن المعالج ومن معه سخروا بطريقة غير مباشرة من حالة اسنانه وقتها.

وفي الجانب الاخر لازلت أذكر طبيب الأطفال الدكتور حسام كم كان رائعاً في فن الاستماع والتفاعل والشرح وعلقت في ذهني كلمته الجميلة (أنا مابعرفش اكروت).

فإلى جميع زملائي في المجال الطبي …..ليكن شعارنا “احترمهم قبل ان تعالجهم”

 

بقلم د. ماجد المنيف

 مستشار التوعية الصحية والصحة المدرسية

للاطلاع على مقالات الكاتب الأخرى ( أضغط هنا ) 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى