المقالات

نقطة انتهى .

 

التفاعل الحياتي بين البشر (الطبيعيين ) يولّد الارتباط بين الجنسين المختلفين كعلاقة الزواج أو حتى ما  بين الجنس نفسه كالصداقة والجيرة ونحو ذلك .. من كمال العقل ادراك أن أي ارتباط مهما كان قويا ليس ابديا (وليس آكد من حقيقة الموت نهاية لأي علاقة ) لانتهاء العلاقات العديد من الأسباب ليست كلها سيئة أو جريمة .. كالتلاهي والانشغال بأمور الحياة وزيادة المسؤوليات .. تباعد الطرق واختلاف الاهتمامات .. تغيّر المشاعر وتنافر القلوب … كلها اسباب طبيعية خُلقت النفس البشرية بهذا الشكل المتقلّب والمتغيّر و ” الملول ” احيانا ، فلابد ان نتقبل نتيجة ذلك كله ونتقبّل حقيقة النهاية .

بغض النظر عن تلك العلاقات المسمومة والتي تسير بأحد الطرفين تجاه الموت البطيء حيث لا توافق عقلي ولا أخلاقي ولا منطقي يجمع بينهما .. شخصين على طرفي نقيض من كل شيء لا شكلا ولا مضمونا فلا يمكن أن تجمعهما صورةً واحدة فضلا عن يجمعهما سقف واحد وحياة مشتركة !!

من المنطق والشجاعة ان يُبتر أي ارتباط بهذا الشكل المشوّه .. وأن يمضي كلاهما في طريق معاكس للآخر تماما لا يلتقيان أبدا بكل رضا و سعادة أن لازال في العمر بقية للعيش بطريقة أكثر منطقية في مكانة مناسبة ومحيط لائق وبيئة مشابهة لكليهما ..

التقبّل لهذه الحقيقة هو جوهر العبور الناجح لهذه المرحلة وسرّ رضا الكثير فيما بعد هو عقلانيتهم النيّرة وترتيبهم المسبق والهادئ لها .

في حين أن الانشغال ليلا نهارا في خلق مبررات مشينة لأي نهاية لا يعزّي مختلقها أبدا ولن يجعل الجماهير ( الموجودة في عقله فقط ) تقف له تصفيقا كجندي منتصر وليس ثمة حرب من الأساس !!

إهدار الايام والشهور في سرد العيوب واختلاق القصص  وافتعال المعارك ثم الانتصار فيها دراما لا مبكية ولا مضحكة ولا طعم لها أو لون  هي فقط فوضى وصخب في داخله فقط تسلبه حرية الانطلاق للمستقبل ولن تعيده حتما لنعيم الماضي بل تجعله متأرجحا في المنتصف في جحيمٍ وهمي يذكي نارها بيده ليحرق نفسه …كما أنك تتعجّب لمن هي موجهه !! ففعليا لا أحد يهمه أصلا من انفصل ومن لم يفعل … يامحور الكون ( كلٌ في فلكٍ يسبحون ) .

 

بقلم / فوزية العتيبي 

تويتر 

زر الذهاب إلى الأعلى