المقالات

العبادة الجماعية

الصيام هذه العبادة الجماعية التي اختص بها الله سبحانه عباده في شهر النور شهر القرآن شهر من أعظم الشهور عند الله سبحانه وتعالى .
وحين اقول عبادة الجماعة فهي العبادة التي اجتمع المسلمون عليها في وقت و احد فلا فرق بين البشر وحالهم من غنى وفقير امرأة أو رجل عربي أو أعجمي أسود وأبيض الكل يجتمع على هذه العبادة في اقطار الأرض .
ومع نسمات هذه الايام تطير الروح بروحانيه عجيبة يشعر بها الجميع فيعم الخير بكل اشكاله من بذل المعروف والاحسان والدعاء والصلاة وقبل كل هذا النية التي هي اساس العبادة ثم الإرادة التي قال عنها عباس محمود العقاد(” أن “الإرادة” هي فضيلة الفضائل في شهر رمضان؛ إذ إن الغاية في هذا الشهر هي تحكيم الإرادة في شهوات النفس والجسد، وتربية العزيمة على قيادة الإنسان لنفسه حيث يريد.)
إذن فإن ارادتك التي تبذلها لتأدية الفروض والواجبات والاقبال على الاعمال بنفس راضيه مستشعره عظمة الله سبحانه في كل شيء من حولنا ابتداءً من الجوع والعطش الى دعاء الليل وما يتخللها من ضبط النفس في فترات الصوم من التسامح و إعطاء كل ذي حق حقه والبعد عن النزاعات والشتائم وكبح النفس قدر الامكان
واخيرا لنجعل من هذا الشهر تهذيب لنفس واستغلال الشهر بشحذ الهمه بالأيمان والتقرب اليه بالطاعات .

واختم بقول ابن الجوزي

الصَّومُ جُنَّةُ أقوامٍ من النَّار … والصَّوم حصنٌ لمَن يخشى من النَّار

والصَّوم سِتر لأهل الخير كلِّهمُ … الخائفين مِن الأوزار والعارِ

والشَّهرُ شهرُ إلهِ العرش مَنَّ به … ربٌّ رحيمٌ لثِقل الوِزر ستَّارِ

فصام فيه رجالٌ يربحون به … ثوابَهم مِن عظيم الشَّأن غفَّارِ

فأصبحوا في جِنان الخُلد قد نزلوا … مِن بين حورٍ وأشجارٍ وأنهارِ

 

 

بقلم / نجلاء العصيمي 

زر الذهاب إلى الأعلى