المقالات

عرب يغتالون العربية

في عام 1973 م صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد اللغة العربية لغة رسمية لها وللهيئات التابعة لها وهذا ما تم بالفعل فيالعام الذي يليه ، وفي عام 2012 م اعتمدت منظمة اليونسكو تاريخ 18 من ديسمبر من كل عام كيوم عالمي للإحتفاء باللغة العربية ، ولا شكأن ذلك كان نتاج جهود بذلتها بعض الدول العربية الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو حتى أسفرت عما أسفرت عنه .

وقبل أسبوع تقريبا تم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وكما هي العادة قامت معظم الجهات بالمشاركة بعبارات أقل مايقال عنها أنهالمجرد إثبات وجود في هذه المناسبة وحتى تبعد عن نفسها الملامة وترفع عنها العتب بعدم الحضور ، ولو أنها لم تشارك لكان أفضل وأحفظلماء الوجه .

فعندما تمشي في الأسواق وتقرأ لوحات المتاجر تجد أن مايزيد على 90% منها قد كتبت بأسماء أجنبية من الإنجليزية إلى الإيطالية ومعهاالفرنسية مرورا بالإفريقية ولاتنتهي عند الصينية ، وأما ال10% الباقية فتجدها إما كتبت بأسماء أصحاب المحلات أو بأسماء ثلاثية لاتدريكيف تم اختيارها أو حتى الموافقة عليها ، فلا تتعجب عندما ترى لوحة محل كتب عليها : بوفية الايطار السريع الذكي للمأكولات الخفيفة ،وهذا طبعا من باب المثال وأما الواقع فهو مشاهد للجميع وأترك لكم الحكم عليه بعد جولة سريعة على ورش السيارات أو البقالات التجارية أوالمطاعم الشعبية وغيرها في معظم مدن المملكة .

هذا التشوه اللغوي الذي نشاهده بشكل متكرر وتعالت أصوات كثيرة مطالبة بإصلاحه مازال مستمرا ، بل زاد استفحاله اليوم أكثر منالسابق ، والسبب هنا هو التراخي والتهاون والتساهل في إصدار التراخيص لأولئك العابثين ، حتى وصل الحال إلى ماوصل إليه وأصبحتلغتنا العربية لغة مهمشة واستصغرناها بحجج وأسباب أوهى من بيت العنكبوت .

وما يزيد من قسوة الأمر هو أن لغتنا العربية بعد أن كانت تدرس بشكل مكثف في مناهج منفردة تؤسس الطالب تأسيسا سليما وقويا فيالكتابة والقراءة والنحو والبلاغة والنقد والخط العربي والنشيد تم اختزالها رويدا رويدا حتى صارت في كتاب واحد يدرس باللغة العربية ولكنمخرجاته من الطلبة للأسف ليست كما ينبغي ، فنجد منهم من يصل إلى المرحلة المتوسط وربما إلى المرحلة الثانوية وهو لايستطيع القراءةبشكل سليم وانطلاقة جيدة وخط مقروء وواضح ، وهذا الأمر يجب على وزارة التعليم مراجعته وبحث أسبابه بالإشتراك مع من هم في الميدانالتعليمي وليس في مكاتب الوزارة فقط .

اللغة العربية لغة القرآن ولغة العرب وصوتنا وهويتنا وتراثنا وحضارتنا وتاريخنا ، ويجب علينا تعزيز وجودها وحضورها بيننا قبل أن نحاولنشرها لغيرنا ، فهناك جهود رسمية وجهات محلية سخرت إمكانياتها لخدمة اللغة العربية في الداخل والخارج على حد سواء ، إلا أن هناكمن يغتال العربية بإهماله وتهاونه سواء بقصد أو دون قصد .

الخاتمة :

إذا لم نحتفل باللغة العربية قولا وفعلا فلا فائدة من يومها العالمي .

بقلم / خالد النويس

زر الذهاب إلى الأعلى