المقالات

لا

لا يكاد يمر يوم الواحد منا إلا وتواجهه مواقف مع الآخرين سواء كانوا من محيط الأسرة أو العمل أو المجتمع ، وتتطلب منه اتخاذ موقف معين تجاهها حسب ما يمليه عليه عقله وشخصيته ، فمنها ما يحتاج إلى قرار آني ومنها ما يحتاج إلى قرار بعدي .

وقد ذكر أحد المهتمين بمجال الإرشاد والتوجيه النفسي في إحدى المساحات أنه يجب على الإنسان أن يتعلم في حياته أن يقول ( لا ) لكل شيء يطلب منه وهو غير مقتنع به أو ليس من مهامه العملية ، لأن ذلك يجعل منه إنسانا حاضر الإرادة وقوي الشخصية ولا يتكل عليه الآخرون في قضاء واجباتهم ، وهذا الكلام صحيح من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية لا نستطيع فعله في حياتنا الواقعية التي تتطلب منا المرونة في التعامل مع الآخرين والمجاملة اللبقة في كثير من الأمور والمواقف التي نواجهها ، لأن الحياة أخذ وعطاء وتعاون ومشاركة حتى ولو كان على حساب تنازل الشخص عن جزء من راحته أو وقته أو مجهوده بل وحتى ماله ، فعندما يقول (لا) مع قدرته على قول (نعم) فإن ذلك بالتأكيد سيعود عليه مستقبلا عندما تكون له حاجة لدى الآخرين .

 

ولا شك أن ديننا الإسلامي وجهنا للسماحة ولين الجانب والبعد عن الغلظة والجفاء في التعامل مع الآخرين والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن والسنة ، وهذا بالطبع لا يتنافى مع قوة الشخصية والتكوين الذاتي للإنسان بل هو مكمل ومعزز له ويسمو بالنفس إلى درجات عالية من القبول والارتياح لدى الآخرين ، وهذا ما نتمنى أن نسمعه في حديث المتخصصين في مجال التدريب والإرشاد ليكون الكلام النظري مطابقا للواقع العملي ، فهذا أدعى للقبول في نفس المتلقي بعيدا عن التنظير الغير مقنع .

 

الخاتمة :

خدعوك فقالوا أن ( لا ) تبني شخصية قوية

 

 

بقلم / خالد النويس

زر الذهاب إلى الأعلى