المقالات

مستوصفات مشوهة

تلجأنا الحاجة أحيانا للهرب من المواعيد البعيدة للمستشفيات الحكومية إلى البحث عن المستوصفات الخاصة المنتشرة في كل شارع وزاوية لنحصل على العلاج ، وهذا أمر اعتدنا عليه خاصة في بعض التخصصات التي تستدعي تدخلا سريعا وعاجلا .

 

وبالتأكيد فإننا سوف نبحث عن الأفضل في المجال والأقل في السعر والأقرب في المكان ، وقد تفننت معظم المستوصفات في طريقة تقديم نفسها للعملاء بدءا من استقطاب أفضل الخبرات والكوادر الطبية مرورا بأسعار الخدمات وانتهاء بالمظهر العام للمستوصف وهنا تكمن المشكلة ، فنجد أن نسبة كبيرة من تلك المستوصفات لم تلق أي أهمية لجانب النظافة والصيانة لمرافق المستوصف أو أجهزته ، فمن خلال جولة سريعة لمعظمها سنكتشف أنها تبهرنا بأناقتها الخارجية وتؤلمنا بتشوهاتها الداخلية ، فأسرة الضماد تيبست وصار لها صرير مزعج بمجرد الجلوس عليها ، ودورات المياه ( أجلكم الله ) تستوطنها حشرات صغيرة وتنبعث منها روائح كريهة وتتسرب منها مياه مستمرة فضلا عن النفايات الطبية المكشوفة القريبة من متناول الصغار والكبار على حد سواء ، وغيرها من الأشياء التي تستدعي مراقبة وعقوبات صارمة جدا تجاه تلك المستوصفات التي استأجرت أو اتخذت من معظم البيوت المتهالكة والقديمة مقرات لها لأخذ التصاريح اللازمة وسرعة التكسب المادي على حساب الجودة والنظافة والصيانة وبالتالي الصحة الناقصة .

 

ولاشك أن جائحة كورونا قد أشغلت وزارة الصحة عن مراقبة ذلك التشوه الصحي إلا أن هذا الانشغال يجب ألا يكون شماعة وعذرا للتأخر والتهاون والتساهل في تطبيق النظام بصرامة بحق تلك المستوصفات التي قدمت الجانب المادي على جانب الجودة والنظافة .

 

الخاتمة :

نطمح أن تكون المستوصفات الخاصة ملاذا آمنا وليس خطرا كامنا

 

زر الذهاب إلى الأعلى