المقالات

والكاظمين الغيظ

يتفاوت الناس فيما بينهم من ناحية التفكير والفهم وحالة المزاج وغيرها من الأمور النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على سلوكهم وتعاملهم فيما بينهم ، ويختلف هذا التفاوت – في الغالب – حسب العمر والجنس والعلم والبيئة المعاشة .

 

هذا التفاوت أوجده الله في عباده ، فيستحيل أن تجد شخصين يحملان نفس الصفات والأمزجة وطريقة التفكير حتى ولو كانا توأمين ، ومن خلال جولة بسيطة بالسيارة في شوارعنا المزدحمة سنرى من يمشي على مهله دون اعتبار لمن خلفه ، وعكسه من يراوغ بين السيارات باستهتار وكأن أمرا طارئا قد أهمه ، وآخر قد أوقف سيارته خلف أخرى بحجة ( كلها دقيقة وبطلع ) وامرأة مرتبكة تلتزم بالمسار الأيسر وقد بقي على إشارة المرور حوالي كيلو ، وغير ذلك من الصور التي نشاهدها بشكل يومي ليس في الشوارع فقط وإنما في المساجد وفي الأسواق وفي الأعمال ، بل وحتى في بيوتنا .

 

ولعل السؤال الأهم هو كيف نتعامل مع هذا التفاوت بشكل سليم ، فقد نتضايق من استفزاز شاب متهور أو رجل مفتول العضلات أو شيخ كبير بالسن وقد نسمع من أحدهم ألفاظا نابية أو تخويفا بالسيارة ليدخل الشيطان حينها ويشعل نار الغضب في النفس الضعيفة ويحصل ما لاتحمد عقباه ، أما النفس الحكيمة فتؤمن يقينا بأن هذه الأمور تحدث غالبا وهي نتائج متوقعة لشوارع مليئة بالسيارات والحفريات وتتجنبها بالابتسامة أحيانا أو بتحمل الخطأ عن الغير أحيانا أخرى ، ليس ضعفا منها ولكن درءا للشر .

 

هناك حقيقة يجب علينا إدراكها وهي أن مانراه صحيحا قد يراه الغير خاطئا والعكس كذلك ، ففي الشارع عينات مختلفة من البشر ولكل عينة تعامل مختلف لايستطيع التعامل معه إلا من كبر عقله وكظم غيظه واشترى راحة نفسه .

 

الخاتمة :

في الشارع اعتبر نفسك عاقلا والبقية مجانين

 

 

بقلم / خالد النويس

 

زر الذهاب إلى الأعلى