المقالات

الكلمة السحرية

 

يحظى النقد وإبداء الرأي في المملكة بحرية واسعة وجرأة في الطرح بما يتماشى مع السياسة الإعلامية التي جعلت ذلك حقا مشروعا لكل شخص يرغب في إصلاح شأن عام أو إرشاد لمصلحة مشتركة أو رفع ضرر غير مقصود أو غير ذلك من الأمور المجتمعية التي يقصد بها النفع العام شريطة عدم التجاوز أو المساس بالثوابت أو إثارة النعرات ، وقد ألهم الله فئة من الناس موهبة الكتابة وانتقاء الكلمات وحسن الأسلوب والبساطة في الطرح كل حسب تخصصه ومعرفته وسعة اطلاعه في المجال الذي يكتب فيه ، ومن هنا تبدأ الصحف والمواقع في البحث عن هؤلاء الكتاب الذين تستشف في كلماتهم ما يجذب الشريحة الأكبر من القراء وتفرد لهم مساحة يومية أو أسبوعية أو حتى شهرية لينثروا من خلالها ما جمعوه من كلمات حول موضوع ما خلال الفترة الماضية .

 

واستقطاب كتاب المقال فيه زيادة متابعين للصحيفة وإبراز اسمها بين الصحف واكتساب ثقة المسؤول وتفاعل الجهات وتهافت المعلنين ، وهذا يجعل العبء مضاعفا على الصحيفة وعلى الكاتب تحديدا ، فعندما يكسب ثقة القارئ فإنه بذلك أصبح صوته وكلمته أمام الآخرين سواء كانوا جهات أو أفراد ، حيث أن الكثير من القراء يظن أن الكاتب يستطيع بكلمته أن يوصل ما يريده منه بسرعة وسهولة وبالتالي حل المعضلة التي تواجهه ، وقد يكون معهم الحق في ذلك إذا كان للكاتب قدرة على التأثير وجماهيرية واسعة ومنبر مؤثر كما هو معروف سابقا لدى الصحف الكبرى ، إلا أن دوام الحال من المحال في هذا الزمن ، فرغم كثرة الكتاب والصحف الإلكترونية وجمال الكلمة وحسن الطرح إلا أن صوت الكاتب لم يعد بذلك التأثير الذي كان الآخرون يخشون مقالته وأصبحت كلماته تمر كمشاركة ومواساة في الهم وإثبات وجود في عالم كتابة المقالات إلا ما ندر من الكتاب الذين بقي صوتهم عاليا وموثوقا رغم سطوة مواقع التواصل التي أصبحت صوتا لمن لا صوت له .

 

كثيرة هي المشاكل والمقترحات لحلها وأكثر منها المطالبات التي يتلقاها كاتب المقال لطرحها وتسليط الضوء عليها أملا في تجاوب سريع يأتي بعد حديثه عنها ، ومع شكرهم على حسن ثقتهم فليتهم يعلمون أن معظم الكتاب اليوم أصبحوا يبحثون مثلهم عمن يقرأ كلماتهم من المسؤولين – ولو بالصدفة –  لعلهم يتجاوبون معهم ويشعرونهم بأن صوتهم وصل .

 

خاتمة الكتابة:

هل تعود قوة المقالات لإيجاد الحلول؟

 

بقلم / خالد النويس

07 ديسمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى