المقالات

الوعد مع سعد

الخروج عن النص: – الخروج عن النص متعارف عليه في العمل السينمائي والمسرحي حيث يخرج بعض الممثلين عن النص المكتوب وعن تعليمات المخرج. السياسة والعمل الدبلوماسي أيضا فيه خروج عن النص. فعدم الالتزام بالاتفاقيات يعتبر خروج عن النص. الثورات والانقلابات هي خروج عن النص. لكن الخروج عن النص أحيانا سبباً في نشوب الحروب وفقدان الامن والاستقرار وأكبر مثل للخروج عن النص هي ثورات الربيع العربي التي لاتزال تعاني منها معظم الشعوب العربية لأن هنالك نوعان من الخروج عن النص خروج للمصلحة وخروج للمفسدة. الخروج عن النص ليس بالضرورة ان يكون مفسده بل اغلبه خروج مصلحه كالتحرر من الاستعمار والتبعية والضعف والخنوع لقوى الهيمنة والتكبر. اليوم جمهورية الصين أكبر مثل لنا للخروج عن النص وذلك بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا وإعلان مساندته ودعمه الكامل لروسيا ضد قوى الضلال الأمريكية والأوروبية. وهذا اعلان على قرب انتهاء سياسة القطب الواحد. بل ستقود الصين وروسيا النظام العالمي الجديد. نظام يحقق العدالة والمساواة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وانسحاب القوى الاستعمارية من سوريا واليمن وليبيا وافريقيا وجميع الدول التي يتم نهب خيراتها من قبل هذه القوى الظالمة. الخروج عن النص هو ما يحدث في السودان من عراك ان ينتهي على المناصب وحب الدنيا والضحية الشعب السوداني. الخروج على النص أيضا ما يجري في ليبيا والعراق ولبنان. الخروج عن النص هو انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية في اليمن ونشر القتال والرعب منذ عام ٢٠١١ حتى هذا اليوم تدعمهم القوى الظالمة المجوسية والنصرانية. الخروج عن النص هو الانسحاب الفرنسي من مالي وبوركينافاسو وغانا وتسليم مواقعها للقاعدة وداعش نكالاً لهذه الدول التي طلبت مغادرة الفرنسيين من أراضيها. الخروج عن النص هو ما تقوم به بعض وسائل الاعلام من مفسده وحرب على الإسلام حتى في شهر رمضان الكريم شهر التوبة والغفران وقرأه القرآن. بل وصل الامر الى ان يقوم بعضهم بتقليد رجالات من رموز بلادنا جنود مجهولون لا يتطرق لهم الاعلام الفاسد. الخروج عن النص ان تستعدي حكامك ووطنك لخدمة أعدائنا ومحاولة الإساءة لأمننا واستقرارنا. الخروج عن النص أيضا هو عقوق الوالدين وقطع صلة الرحم التي هي من تعاليم ديننا الحنيف. اللهم تقبل منا جميعاً الصيام والقيام وصالح الاعمال.

 

الدكتور / سعد بن عبدالعزيز العودة
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
31 مارس 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

زر الذهاب إلى الأعلى